هيئة تحرير الشام.. منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، لعبت العديد من القوى الداخلية والخارجية أدوارًا متباينة في الساحة السورية.. وفي يوليو 2016، أعلن أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) انفصال جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة، معلنًا تشكيل جماعة جديدة مستقلة تحت اسم “جبهة فتح الشام”.
ومع بداية عام 2017، تحققت خطوة جديدة بتوحيد هذه الجماعة مع فصائل أخرى من المعارضة المسلحة لتشكيل كيان جديد تحت اسم “هيئة تحرير الشام”.
نشأة وتكوين هيئة تحرير الشام
تأسست الهيئة في إطار مساعي توحيد فصائل المعارضة التي كانت تعمل ضد النظام السوري، وتعدّ هذه الخطوة استراتيجية بهدف تعزيز قوة الفصائل المسلحة على الأرض ومواجهة التنظيمات الإرهابية الأخرى.
تركّزت مناطق نفوذ الهيئة في الشمال السوري، وخاصة في محافظة إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي، حيث شكّلت الهيئة قوة فاعلة في تلك المناطق.
الهيكل التنظيمي والقيادة
تتسم هيئة تحرير الشام بوجود هيكل عسكري معقد يتضمن عدداً من الفصائل المتنوعة، التي تختلف في توجهاتها وأهدافها.
يُقدّر عدد أفراد الهيئة بحوالي 10,000 مقاتل وفقًا لتقرير أممي عام 2022، وهو ما يشير إلى حجم القوة التي تتمتع بها الهيئة في معركة الصراع السوري.
الدور العسكري في الصراع السوري
منذ تأسيسها، لعبت هيئة تحرير الشام دورًا بارزًا في الصراع السوري، خاصة في مواجهة قوات النظام السوري والقوى الأخرى.
ورغم تصنيف الهيئة كمنظمة إرهابية من قبل العديد من الدول، إلا أن وجودها العسكري ساعد في إضعاف قوات النظام في العديد من المناطق الاستراتيجية.
كما تتضمن عمليات الهيئة ضربات موجعة لتنظيمات مثل داعش، في وقت كانت فيه هذه التنظيمات تشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار في مناطق الشمال السوري.
التحديات والانتقادات
رغم قوتها العسكرية، تواجه هيئة تحرير الشام العديد من التحديات:
1. الانتقادات الدولية: تُصنف العديد من الدول الهيئة كتنظيم إرهابي، مما يعقّد موقفها الدولي، خاصة في ظل ضغوط المجتمع الدولي.
2. الانقسامات الداخلية: على الرغم من التوحيد الذي شهدته الهيئة مع فصائل أخرى، فإن هناك تباينًا في التوجهات والأهداف، ما يعكس بعض الانقسامات الداخلية التي قد تؤثر على قدرتها على اتخاذ قرارات موحدة.
3. الوجود المحدود: يتواجد معظم مقاتلي الهيئة في المناطق التي تحت سيطرتها في شمال سوريا، وهو ما يجعلها في مواجهة مستمرة مع النظام السوري المدعوم من روسيا وإيران.
تُعد هيئة تحرير الشام أحد أبرز القوى العسكرية في الصراع السوري، التي لعبت دورًا رئيسيًا في المعارك ضد النظام السوري والتنظيمات المتشددة الأخرى.
ورغم التحديات التي تواجهها، نجحت الهيئة في إسقاط نزل الرئيس بشار الأسد في الثامن من ديسمبر 2024 لتبدأ معها الدولة السورية حقبة جديدة في تاريخها.
اقرأ أيضاً:
• الحكم بالسجن عامين على المخرج عمر زهران في قضية سرقة مجوهرات شاليمار الشربتلي
• مصر تؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري وتدعم وحدتها وسيادة أراضيها