شهدت الجمهورية العربية السورية عبر تاريخها الحديث العديد من القادة الذين لعبوا أدوارًا بارزة في تشكيل معالم الدولة السورية.
نقدم في هذا المقال نظرة شاملة على أبرز ستة رؤساء تركوا بصماتهم في تاريخ سوريا، من شكري القوتلي، أول رئيس للجمهورية، إلى بشار الأسد الرئيس الذي تخلى عن منصبه بعد دخول الفصائل المعارضة السورية وسيطرتها التامة على الدولة
1. شكري القوتلي: الأب المؤسس للجمهورية السورية
شكري القوتلي (1891-1967) يعد أحد أعمدة النضال الوطني ضد الاستعمار الفرنسي وأول رئيس للجمهورية السورية بعد الاستقلال.. تسلم القوتلي الحكم في عام 1943 وقاد سوريا نحو التحرر من الانتداب الفرنسي عام 1946.
إنجازاته:
• تحقيق الاستقلال السوري.
• دعم الوحدة العربية، وكان له دور في إنشاء الجامعة العربية.
إرثه السياسي:
استقال من الحكم عام 1949 إثر انقلاب عسكري، لكنه عاد لاحقًا ليشارك في توحيد سوريا ومصر ضمن الجمهورية العربية المتحدة.
2. أديب الشيشكلي: زعيم التحول العسكري
أديب الشيشكلي (1909-1964) كان من الشخصيات العسكرية البارزة التي حكمت سوريا خلال فترة الانقلابات السياسية.. استلم السلطة عام 1951 بعد سلسلة من الانقلابات.
إنجازاته:
• تعزيز الاستقرار الداخلي خلال فترة حكمه.
• وضع أسس النظام الجمهوري الحديث في البلاد.
نهايته السياسية:
استقال تحت ضغط شعبي عام 1954 واغتيل لاحقًا في المنفى بالبرازيل.
3. أمين الحافظ: رئيس المرحلة المضطربة
أمين الحافظ (1921-2009) تولى الرئاسة في فترة حساسة عام 1963 بعد انقلاب حزب البعث.
إنجازاته:
• تعزيز حكم حزب البعث وتكريس الأيديولوجية البعثية.
• قاد إصلاحات اقتصادية واجتماعية تهدف إلى تقليص الفجوة بين الطبقات.
إرثه السياسي:
أطيح به في انقلاب عام 1966، لكنه ظل شخصية مؤثرة في التاريخ السياسي السوري.
4. نور الدين الأتاسي: قائد تجربة الحزب الواحد
نور الدين الأتاسي (1929-1992) كان رئيسًا لسوريا بين عامي 1966 و1970.
أبرز معالم حكمه:
• حكمه كان تحت سيطرة حزب البعث الذي عزز الأيديولوجيا الاشتراكية.
• دعم التحالفات مع الدول العربية لمواجهة التحديات الإسرائيلية.
نهايته السياسية:
أطيح به في الحركة التصحيحية بقيادة حافظ الأسد عام 1970 وسجن حتى وفاته.
5. حافظ الأسد: مهندس الاستقرار السوري
حافظ الأسد (1930-2000) حكم سوريا لأكثر من 30 عامًا، بدءًا من عام 1971 وحتى وفاته في عام 2000.
إنجازاته:
• تعزيز الاستقرار الداخلي والسيطرة على الجيش.
• بناء علاقات دولية استراتيجية مع الاتحاد السوفيتي ودول عربية.
• دعم المقاومة الفلسطينية وتحقيق توازن قوي في المنطقة.
إرثه السياسي:
وضع أسس النظام الحاكم الحالي في سوريا.
6. بشار الأسد: الرئيس الذي سقطت شرعيته على يد الفصائل المعارضة السورية
بشار الأسد (1965-) تولى الحكم عام 2000 بعد وفاة والده، حافظ الأسد.
إنجازاته:
• تبني إصلاحات اقتصادية في بدايات حكمه.
• مواجهة الحرب الأهلية السورية منذ عام 2011 والتي تعد أخطر تحدٍ يواجه سوريا منذ عقود.
نهايته:
سقطت شرعية حكم الرئيس بشار الأسد في سوريا يوم 8 ديسمبر 2024، بعد أن نجحت قوات فصائل المعارضة السورية المسلحة بقيادة أحمد الشرع (اللاجوني) في السيطرة على الدولة السورية.. وبسبب ذلك فر بشار الأسد وأسرته إلى روسيا التي أعلنت قبولها لوجوده على أراضيها بحجة اللجوء السياسي.
خاتمة
الرؤساء الستة المذكورون أعلاه يمثلون مراحل مختلفة في تاريخ سوريا، بدءًا من النضال ضد الاستعمار وصولًا إلى مواجهة التحديات الإقليمية والدولية الحديثة.
لكل منهم بصمته الخاصة، سواء كانت إيجابية أو مثيرة للجدل، مما يعكس تعقيد المشهد السياسي السوري عبر العقود.
اقرأ أيضاً:
• مصر تؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري وتدعم وحدتها وسيادة أراضيها