في نوفمبر من عام 1915، عرض ألبرت أينشتاين نظريته الثورية عن النسبية العامة أمام الأكاديمية البروسية للعلوم، معلنًا بذلك ولادة واحدة من أعظم النظريات في تاريخ الفيزياء.
أثارت النظرية حينها دهشة العلماء وفتحت الباب أمام فهم أعمق لكوننا، واليوم، بفضل هذه النظرية، نعلم أن المادة العادية تشكّل فقط 5% من الكون، بينما 25% منه يتكوّن من مادة مظلمة، و70% الأخرى هي طاقة مظلمة مسؤولة عن تسارع توسع الكون.
قصة نظرية غيّرت مجرى العلم
تمكّنت النظرية النسبية من تحديد معالم تاريخ الكون، وفهم نشأته وتطوره منذ الانفجار العظيم وحتى يومنا هذا، والأهم من ذلك، قدمت البشرية لأول مرة قصة علمية شاملة عن الكون.
ليس هذا فحسب، بل كان للنظرية تطبيقات عملية أحدثت ثورة في التكنولوجيا الحديثة، مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الذي يعتمد على فهم دقيق لتأثير الجاذبية والزمن على الأقمار الصناعية.
ألبرت أينشتاين: البدايات والتحديات
ولد أينشتاين في ألمانيا عام 1879، وواجه في شبابه تحديات تعليمية واجتماعية كبيرة، فقد عانى من العزلة عندما انتقل والده إلى ميلانو، مما دفعه للهروب من المدرسة، لكنه استمر في السعي وراء شغفه بالعلم، ليلتحق في النهاية بمعهد زيورخ الفيدرالي للتكنولوجيا حيث التقى بميليفا ماريك، التي أصبحت شريكة حياته رغم معارضة عائلتهما
التأثيرات العلمية والفكرية
منذ طفولته، تأثر أينشتاين بكتاب عن الهندسة، ووصفه بأنه “مقدس”، إلى جانب بوصلة حصل عليها في الخامسة من عمره، والتي أثارت فضوله حول القوى غير المرئية. كما لعب طالب الطب ماكس تالمود دورًا كبيرًا في توجيهه نحو الفيزياء والفلسفة.
معاناة شخصية وحياة معقدة
رغم إنجازاته العلمية، عاش أينشتاين حياة شخصية مليئة بالصراعات. فقد واجه تحديات عائلية، مثل الانفصال عن زوجته ميليفا بعد خلافات كبيرة، ومعاناته من مرض ابنه الأصغر إدوارد الذي أودع مصحة نفسية.
أينشتاين: إرث خالد
ترك أينشتاين أثرًا لا يُمحى في العلم والفكر الإنساني. فبالإضافة إلى نظرياته العلمية، عُرف بآرائه الفلسفية وموقفه من القضايا الإنسانية.
اليوم، يبقى إرثه شاهدًا على قدرة العقل البشري على فهم أعقد أسرار الكون، وعلى تجاوز التحديات لتحقيق أعظم الإنجازات.
النظرية التي أعادت تشكيل العالم
لا تزال النسبية العامة حجر الأساس في الفيزياء الحديثة، وقد ألهمت أجيالًا من العلماء لمواصلة البحث عن إجابات لأسئلة الكون الكبرى، فمنذ عرضها لأول مرة عام 1915 وحتى اليوم، تُثبت نظرية أينشتاين أنها ليست مجرد إنجاز علمي، بل ثورة غيرت الطريقة التي ننظر بها إلى الكون والحياة.
اقرأ أيضاً:
• لغز المجوهرات المسروقة في قضية عمر زهران: القصة الكاملة
• الرئيس السيسي يعين خالد عبد العزيز رئيساً للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام