أعلنت السلطات الإيرانية مؤخرًا إطلاق سراح الناشطة الحقوقية نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، لمدة ثلاثة أسابيع لأسباب طبية.
وقد قضت محمدي، التي تعد من أبرز الأصوات المدافعة عن حقوق الإنسان في إيران، عقوبة بالسجن منذ عام 2021 بسبب مواقفها المناهضة لإلزامية الحجاب وعقوبة الإعدام في البلاد.
جاء قرار الإفراج عن محمدي بناءً على توصية طبية من الطبيب الشرعي، حيث يعاني السجناء السياسيون في إيران من ظروف صحية صعبة، وهو ما دفع محاميها إلى طلب إطلاق سراحها المؤقت.
من هي نرجس محمدي؟
نرجس محمدي هي ناشطة حقوقية وصحفية إيرانية، ولدت في 21 أبريل 1972 في مدينة زنجان، وقد كانت منذ صغرها مهتمة بقضايا حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، مما دفعها إلى الانخراط في النشاط السياسي والحقوقي في إيران.
في عام 2011، أسست محمدي مع مجموعة من الناشطين منظمة “نارنج” للدفاع عن حقوق النساء، وركزت بشكل خاص على قضايا الحجاب الإجباري وعقوبة الإعدام في إيران.
تاريخ من النضال والاعتقالات
كانت محمدي من أبرز المشاركين في الاحتجاجات التي طالبت بإلغاء قوانين الحجاب الإجباري في إيران. وتعرضت للاعتقال عدة مرات بسبب مواقفها المعارضة، بالإضافة إلى مشاركتها في حملات لإلغاء عقوبة الإعدام، وهو ما أثار غضب السلطات الإيرانية.
في 2011، تم اعتقالها بسبب نشاطاتها الحقوقية وحكم عليها بالسجن لمدة 6 سنوات، إلا أنه تم تخفيف الحكم إلى 3 سنوات في وقت لاحق.
كما تعرضت محمدي لعدة محاكمات سياسية تهدف إلى إسكاتها وإضعاف تأثيرها في الحركة الحقوقية.
في عام 2015، تم اعتقالها مرة أخرى بتهمة “الدعاية ضد النظام” و”التجمع غير القانوني”، وحكم عليها بالسجن 16 عامًا.
على الرغم من الملاحقات القضائية المتواصلة والظروف القاسية في السجون الإيرانية، استمرت محمدي في محاربة النظام من خلال التوعية بقضايا حقوق الإنسان، وكان لها تأثير كبير على المستوى الدولي في تسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون الإيرانيون.
جائزة نوبل للسلام
في عام 2023، حصلت نرجس محمدي على جائزة نوبل للسلام تقديرًا لجهودها المستمرة في الدفاع عن حقوق الإنسان والمساواة في إيران، وبخاصة في نضالها ضد قوانين الحجاب الإلزامي وعقوبة الإعدام.
وقد أكدت لجنة نوبل أن محمدي تمثل رمزًا للسلام والمقاومة في وجه الأنظمة القمعية، وقدرتها على التأثير في المجتمع الإيراني والعالمي رغم الظروف الصعبة التي عاشتها. تم منحها الجائزة في إطار اعتراف دولي بمثابرتها في مواجهة الظلم.
الظروف الصحية والإفراج المؤقت
على الرغم من استمرار نضالها الحقوقي، تعاني نرجس محمدي من مشاكل صحية خطيرة جراء معاملة السلطات الإيرانية القاسية في السجن، حيث أظهرت التقارير الطبية تعرضها لأمراض مزمنة نتيجة للتعذيب وظروف الاعتقال غير الإنسانية.
بسبب تدهور حالتها الصحية، قررت السلطات الإيرانية إطلاق سراحها مؤقتًا لمدة ثلاثة أسابيع، مما أثار أملًا في إمكانية الإفراج الكامل عنها. هذا القرار جاء بعد ضغوط دولية واسعة نادت بتحسين أوضاع السجناء السياسيين في إيران.
مستقبل نرجس محمدي
تبقى نرجس محمدي واحدة من أبرز الوجوه الحقوقية في إيران، ويظل نضالها من أجل المساواة وحقوق الإنسان مستمرًا رغم كافة التحديات.
كان قرار إطلاق سراحها خطوة هامة، لكنه يبقى موقتًا، مما يعكس واقع الضغط المستمر على الناشطين الإيرانيين.
ستظل محمدي رمزًا للسلام والمقاومة، سواء في إيران أو على الساحة الدولية، حيث تواصل إلقاء الضوء على قضايا الحريات الفردية والمساواة في المجتمع الإيراني.
من المتوقع أن تستمر جهود المجتمع الدولي في الضغط على السلطات الإيرانية لتحسين الأوضاع الصحية والحقوقية للناشطين مثل نرجس محمدي، وتحقيق التغيير الذي يطمح إليه الشعب الإيراني في ظل حالة القمع المستمر.
اقرأ أيضاً:
• ترامب يعزز سياسة “أمريكا أولاً” بفريق رئاسي موالٍ تمامًا .. تعرف على حكومة ترامب بالكامل
• إطلاق جائزة الشيخ محمد بن صالح باشراحيل: دعم للإبداع الأدبي بجوائز تتجاوز مليون جنيه
• لغز المجوهرات المسروقة في قضية عمر زهران: القصة الكاملة
• الرئيس السيسي يعين خالد عبد العزيز رئيساً للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام