اتفاق الطائف – وثيقة الوفاق الوطني اللبناني

اتفاق الطائف
Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on tumblr
Share on telegram
Share on whatsapp

اتفاق الطائف، الذي وُقِّع في 22 أكتوبر 1989 في مدينة الطائف السعودية، يُعتبر نقطة تحول مهمة في تاريخ لبنان الحديث.

جاء الاتفاق لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عامًا، ووضع أسس جديدة لتنظيم العلاقات السياسية والطائفية في البلاد.

يُعرف هذا الاتفاق أيضًا بـ”وثيقة الوفاق الوطني”، وقد شكّل الإطار الدستوري للجمهورية الثانية في لبنان.

خلفية تاريخية

بدأت الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 بسبب توترات طائفية وسياسية متراكمة. مع تزايد حدة النزاع، تدخلت قوى إقليمية ودولية لمحاولة إيجاد تسوية سياسية تُوقف النزيف الدموي.

السعودية، بجهودها الدبلوماسية، استضافت الأطراف اللبنانية المتنازعة برعاية اللجنة العربية الثلاثية (السعودية، الجزائر، والمغرب) للتوصل إلى حل شامل.

أبرز بنود اتفاق الطائف

1. التوازن الطائفي والسياسي:

• نص الاتفاق على توزيع المناصب السياسية الرئيسية بين الطوائف اللبنانية بشكل متوازن:

• رئاسة الجمهورية للمسيحيين الموارنة.

• رئاسة الحكومة للمسلمين السنة.

• رئاسة البرلمان للمسلمين الشيعة.

2. إصلاحات دستورية:

• تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية وتعزيز صلاحيات مجلس الوزراء.

• اعتماد مبدأ المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في البرلمان اللبناني.

• التأكيد على إلغاء الطائفية السياسية تدريجيًا.

3. السيادة الوطنية:

• التأكيد على استقلال لبنان وسيادته على أراضيه.

• دعوة جميع الميليشيات إلى حل نفسها وتسليم أسلحتها.

• انسحاب الجيش السوري من لبنان وفق جدول زمني متفق عليه.

4. الوحدة الوطنية:

• تعزيز الهوية اللبنانية المشتركة.

• احترام العيش المشترك بين مختلف الطوائف اللبنانية.

• التأكيد على دور الدولة كحامية وحيدة لجميع المواطنين.

تأثير اتفاق الطائف

ساهم الاتفاق في إنهاء الحرب الأهلية رسميًا عام 1990 وفتح الباب أمام إعادة الإعمار والبناء.. ومع ذلك، ظل لبنان يواجه تحديات كبيرة، أبرزها:

الطائفية السياسية: لم تُلغَ الطائفية، بل ترسخت أكثر في النظام السياسي.

التدخلات الخارجية: استمر النفوذ الإقليمي والدولي في التأثير على السياسة اللبنانية.

غياب الاستقرار السياسي: شهد لبنان أزمات متكررة بسبب الخلافات الداخلية وتنامي قوة الميليشيات المسلحة.

انتقادات الاتفاق

• رغم نجاحه في إنهاء الحرب، تعرض اتفاق الطائف لانتقادات واسعة، أبرزها:

• الإبقاء على نظام المحاصصة الطائفية بدلًا من تعزيز مفهوم الدولة المدنية.

• عدم تطبيق بعض البنود الرئيسية، مثل إلغاء الطائفية السياسية وسحب السلاح غير الشرعي.

• استمرارية النفوذ السوري في لبنان حتى عام 2005، بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

يظل اتفاق الطائف محطة مفصلية في تاريخ لبنان، فهو وثيقة أنهت حربًا طاحنة وأسست لمرحلة جديدة، لكن تطبيق بنوده بشكل جزئي حال دون تحقيق كل أهدافه.. واليوم، يشكّل الطائف مرجعًا أساسيًا لأي تسوية سياسية محتملة في لبنان، مما يُبرز أهميته المستمرة رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على توقيعه.

اقرأ أيضاً في إشعار:

• قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي: الرئيس السيسي يعزز التعاون الدولي (تقرير شامل)

• حقيقة انتشار متحور كورونا جديد .. الوقاية وطرق العلاج

• قصة أصحاب الكهف – عبرة من الماضي وأمل في المستقبل

• أزمة المياه في غزة .. استخدام إسرائيل للمياه كسلاح في غزة يفاقم أزمة إنسانية خانقة

• ساحة الأمويين – رمز حضاري ومعماري في قلب دمشق

• مطار دمشق الدولي – بوابة سوريا إلى العالم

قد يعجبك أيضًأ