استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن الكنوز الأثرية المدفونة في صحاري الشرق الأوسط

استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن الكنوز الأثرية المدفونة في صحاري الشرق الأوسط
Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on tumblr
Share on telegram
Share on whatsapp

تحت الرمال على الحافة الشمالية لصحراء الربع الخالي الشاسعة التي تغطي مساحة تبلغ 650 ألف كيلومتر مربع، تختفي أسرار مدفونة، ورغم أن هذه الصحراء تبدو خالية بالنسبة للكثيرين، إلا أنها ليست كذلك بالنسبة لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

طوّر باحثون في جامعة خليفة في أبوظبي حلًا تقنيًا متقدمًا للبحث عن مواقع أثرية محتملة في هذه المساحات القاحلة الضخمة. تقليديًا.

كان علماء الآثار يعتمدون على المسوحات الأرضية للكشف عن المواقع الأثرية، إلا أن هذه الطريقة قد تستغرق وقتًا طويلًا وتواجه صعوبات في المناطق الصحراوية الوعرة. في السنوات الأخيرة، زاد استخدام الاستشعار عن بُعد عبر صور الأقمار الصناعية، مثل تلك المتاحة على “Google Earth”، للكشف عن خصائص غير عادية في الأراضي الشاسعة. إلا أن العواصف الرملية وأنماط الكثبان قد تُعقّد عملية الكشف عن المواقع الأثرية.

للتغلب على هذه التحديات، طوّر الفريق خوارزمية تعتمد على التعلم الآلي لتحليل صور رادار الفتحة التركيبية (SAR)، وهي تقنية تصوير تعتمد على الموجات الراديوية للكشف عما هو مخفي تحت الأسطح مثل الرمال والنباتات والتربة.

وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتم فيها الجمع بين تقنية رادار الفتحة التركيبية والتعلم الآلي في علم الآثار.

تم تدريب الخوارزمية باستخدام بيانات من موقع أثري معروف، وهو “ساروق الحديد” بالقرب من دبي، وهو موقع تاريخي يحتوي على أدلة تعود لخمسة آلاف عام. وأظهرت الخوارزمية مواقع أثرية محتملة أخرى لم يتم التنقيب فيها بعد.

وتتميز هذه التقنية بدقتها العالية، إذ تصل إلى 50 سنتيمترًا، ويمكنها إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد للهياكل الأثرية المتوقعة.

وبالتعاون مع “دبي للثقافة”، قام الفريق بمسح أرضي باستخدام رادار اختراق الأرض، وأكدت النتائج دقة ما رصدته الأقمار الصناعية، وتخطط “دبي للثقافة” للبدء في التنقيب في هذه المواقع المكتشفة حديثًا.

ورغم أن استخدام رادار الفتحة التركيبية ليس شائعًا في علم الآثار بسبب تكلفته وتعقيده، فإن هذه التقنية تُعتبر واعدة في المناطق الصحراوية، وتعمل باحثون آخرون، مثل إيمي هاتون من معهد “ماكس بلانك”، على استخدام التعلم الآلي لتسريع عمليات الكشف عن المواقع الأثرية.

في حين أن بعض الباحثين متحمسون لهذه التقنيات، فإن البعض الآخر، مثل هيو توماس من جامعة سيدني، يعتقد أن العين البشرية المدربة لا تزال ضرورية لتحديد الهياكل الأثرية بدقة، يرى توماس أن التكنولوجيا يمكن أن تكون مفيدة، ولكن لا يجب الاعتماد عليها بشكل كامل.

الاختبار الحقيقي لهذه التكنولوجيا سيأتي قريبًا، حيث ستبدأ أعمال التنقيب في “ساروق الحديد” الشهر المقبل، وإذا أثبتت الخوارزمية صحتها، سيتم توسيع نطاق استخدام هذه التقنية للكشف عن المزيد من المواقع الأثرية في مناطق أخرى، بما في ذلك السعودية ومصر.

قد يعجبك أيضًأ