تعكس التركيبة السكانية في سوريا تاريخاً طويلاً ومعقداً من التفاعل بين الجماعات والطوائف المختلفة. ومع ذلك، فإن الحرب التي اندلعت عام 2011 غيرت بشكل جذري الخريطة الديموغرافية للبلاد، مما أثر على التركيبة السكانية والتوزيع الجغرافي للسكان.
نمو سكاني مضطرد
تبلغ مساحة سوريا أكثر من 185 ألف كيلومتر مربع، وارتفع عدد السكان بشكل كبير منذ عام 1960 ليصل إلى حوالي 5 أمثال حجمه آنذاك.
في عام 2010، قُدّر عدد السكان بنحو 20.6 مليون نسمة، وكان من المتوقع أن يصل العدد إلى 26.3 مليون في عام 2020 لولا الحرب. وفقاً لتقديرات المكتب المركزي للإحصاء، تجاوز عدد السكان حالياً 29 مليوناً.
الأقليات الدينية والإثنية
المسيحيون
يشكل المسيحيون أقل من 2% من سكان سوريا حالياً، بعد أن كانوا يمثلون نسبة أعلى قبل الحرب. تراجعت أعدادهم من حوالي 1.5 مليون في عام 2011 إلى نحو 300 ألف حالياً. يتمركز معظم المسيحيين في مدن دمشق، حلب، وحمص، بالإضافة إلى محافظة الحسكة.
المسلمون السنة
يمثل السنة حوالي 74-75% من السكان، وهم من أصول متنوعة تشمل العرب، الأكراد، والشركس. تتركز أغلبية السنة في المدن الكبرى مثل دمشق وحلب وحمص.
العلويون والإسماعيليون والشيعة
تشكل هذه الطوائف حوالي 13% من السكان. يتركز العلويون، الذين يمثلون حوالي 12%، في الساحل السوري، بينما تنتشر الطوائف الأخرى في دمشق وحلب.
الأكراد
يشكل الأكراد ما بين 2 و3 ملايين شخص، ويتمركزون في شمال سوريا، خصوصاً في الحسكة وعفرين.
الإيزيديون
كان هناك حوالي 80 ألف إيزيدي في سوريا قبل الحرب، لكن أعدادهم تراجعت بشكل كبير. يعيش حالياً نحو ألفي إيزيدي في منطقة عفرين.
الشركس
يتراوح عدد الشركس بين 50 إلى 100 ألف نسمة، ويتمركزون في مرتفعات الجولان وريف القنيطرة.
النزوح السكاني
أدى النزاع المستمر إلى نزوح الملايين. وفقاً لتقديرات مركز جسور للدراسات، يبلغ عدد السوريين داخل البلاد حوالي 16.76 مليون نسمة، بينما يعيش 9.12 مليون خارج سوريا، بالإضافة إلى 897 ألف مفقود ومغيب.
التأثير على التنمية
أدت هذه التحولات الديموغرافية إلى تأثيرات كبيرة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث يعاني السكان من تداعيات النزوح والتوزيع الجغرافي الجديد.
ختامًا، تمثل التركيبة السكانية في سوريا لوحة معقدة تعكس تاريخاً غنياً بالتنوع، لكنها تواجه تحديات غير مسبوقة بفعل الحرب والاضطرابات المستمرة.
اقرأ أيضاً:
• مصر تؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري وتدعم وحدتها وسيادة أراضيها