الجولان السوري – أرض عربية تحت الاحتلال الإسرائيلي

هضبة الجولان
Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on tumblr
Share on telegram
Share on whatsapp
هضبة الجولان: صراع استراتيجي على أرض عربية محتلة

 

هضبة الجولان السورية ليست مجرد أرض محتلة بل هي ورقة استراتيجية بالغة الأهمية في الصراع العربي الإسرائيلي.

بفضل موقعها الجغرافي المتميز ومواردها الوفيرة، أصبحت هدفًا رئيسيًا لدولة الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب يونيو 1967، حيث تمثل مصدرًا حيويًا للمياه العذبة، إذ تسهم أمطارها في تغذية نهر الأردن وتوفر نحو ثلث احتياجات إسرائيل من المياه، كما تتميز أراضيها بخصوبتها، مما يجعلها صالحة لزراعة التفاح وكروم العنب.

الهضبة ترتفع عن سطح الأرض، مما يمنحها أهمية عسكرية كبيرة، فهي تطل على مناطق واسعة من شمال فلسطين المحتلة، بما في ذلك بحيرة طبريا، وتمكن الاحتلال من السيطرة النارية على أي تحركات عسكرية أو مدنية في المناطق المحيطة.

الاحتلال الإسرائيلي وفرض الأمر الواقع

احتلت إسرائيل هضبة الجولان في “النكسة” عام 1967، وخلال العقود التي تلت ذلك، عملت على ترسيخ وجودها عبر سياسات ممنهجة تهدف إلى تغيير معالمها الديموغرافية والجغرافية، مثل تدمير القرى، بناء المستوطنات، وتشجيع الاستيطان.

وفي عام 1981، أقر الكنيست الإسرائيلي قانون ضم الهضبة، وهو القرار الذي قوبل بإدانة دولية واسعة، حيث اعتبر مجلس الأمن الدولي القرار “لاغيًا وباطلًا”، وذلك وفق القرار 497 الصادر في ديسمبر من العام نفسه. ورغم ذلك، لا تزال إسرائيل تتجاهل القرارات الدولية، مستمرة في انتهاكاتها.

محاولات استعادة الأرض

في حرب أكتوبر 1973، شنت القوات السورية هجومًا كبيرًا على هضبة الجولان، كادت من خلاله تستعيد السيطرة عليها، إلا أن الاحتلال تمكن من التصدي للهجوم واحتفظ بمعظم أراضي الهضبة. بموجب اتفاقية فك الاشتباك عام 1974، أعيدت مدينة القنيطرة إلى سوريا، مع إنشاء منطقة عازلة تشرف عليها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

موقف المجتمع الدولي

ظل المجتمع الدولي رافضًا للسيطرة الإسرائيلية على الجولان. صدرت عدة قرارات من الأمم المتحدة تؤكد بطلان الاحتلال، أبرزها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، ومع ذلك، أيدت بعض القوى الدولية، مثل الولايات المتحدة خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب، الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الهضبة، في خطوة مثيرة للجدل اعتبرت انتهاكًا للشرعية الدولية.

الجولان في الواقع الراهن

اليوم، تحتوي الهضبة على أكثر من 30 مستوطنة إسرائيلية تضم نحو 20 ألف مستوطن، في مقابل 20 ألف سوري، غالبيتهم من الطائفة الدرزية، الذين يرفضون التخلي عن هويتهم السورية رغم محاولات الاحتلال فرض واقع جديد.

 

هضبة الجولان تمثل جرحًا نازفًا في الصراع العربي الإسرائيلي. على الرغم من محاولات الاحتلال الإسرائيلي فرض سيادته عليها، تظل الجولان أرضًا سورية محتلة، يطالب المجتمع الدولي بإنهاء الاحتلال وفق قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، وبينما يبقى الصراع مفتوحًا، تظل الهضبة شاهدة على تاريخ طويل من المقاومة والتحدي.

هضبة الجولان
هضبة الجولان

اقرأ أيضاً:

• مصر تؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري وتدعم وحدتها وسيادة أراضيها

• تطورات دراماتيكية في سوريا والجولان: معالم مرحلة جديدة

• الفنانة كندة علوش تعلن شفاءها التام من مرض السرطان

قد يعجبك أيضًأ