حرب عالمية ثالثة تدق الأبواب .. أكدت مصادر أميركية أن أوكرانيا حصلت على الضوء الأخضر من واشنطن لاستخدام صواريخ “أتاكمز” الأميركية لاستهداف العمق الروسي.
هذا القرار، الذي يعد تحولاً استراتيجياً كبيراً في الصراع، يأتي في وقت حساس مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2024.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رحب بالقرار، مشيراً إلى أهمية القدرة على تنفيذ ضربات بعيدة المدى، لكنه لم يعلن بشكل مباشر عن الموافقة الأميركية. وقال: “الضربات ستتحدث عن نفسها”، في إشارة إلى استخدام هذه الصواريخ ضد أهداف روسية.
حرب عالمية ثالثة
من جهة أخرى، حذر كبار المسؤولين الروس من أن هذا القرار قد يؤدي إلى تصعيد خطير في الصراع، وأنه قد يفضي إلى حرب عالمية ثالثة.
وقال أندريه كليشاس، عضو مجلس الاتحاد الروسي، إن الغرب يتجه نحو تصعيد قد يؤدي إلى تدمير أوكرانيا. كما أضاف فلاديمير جباروف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس، أن الرد الروسي سيكون فورياً، محذرًا من عواقب خطيرة لهذا القرار.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذر سابقاً من أن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى قد يغير طبيعة الصراع، مؤكداً أن روسيا ستضطر إلى اتخاذ “قرارات مناسبة” بناءً على أي تهديدات جديدة.
ويُعتقد أن أوكرانيا تخطط لتنفيذ أول هجوم بالصواريخ بعيدة المدى في الأيام المقبلة، ردًا على تعزيز روسيا لقواتها باستخدام جنود من كوريا الشمالية لتعويض خسائرها في المعارك الأخيرة.
هذا القرار يأتي بعد أشهر من مطالبات أوكرانيا بالحصول على صواريخ “أتاكمز” و”ستورم شادو” البريطانية لضرب أهداف عسكرية في العمق الروسي.
عوامل عدة تعزز فرضية اقتراب الحرب العالمية الثالثة
يتجدد الحديث في الآونة الأخيرة عن احتمالية اندلاع حرب عالمية ثالثة، يأتي ذلك في وقت حساس حيث تواصل روسيا وأوكرانيا مصادماتهما العسكرية التي تهدد العالم أجمع، لا سيما مع إعلان تحالفات كبرى التضامن مع أحد الطرفين، فنجد أن الأوكران مُدعمون من الأمريكان ودول الحلفاء الصديقة لكلاهما، في حين أن القوة الصينية والكورية تساند الروس بكل قوة.
ويشير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاباته خلال الفترة الاخيرة إلى التحديات الراهنة، والتي أثارت جدلًا عالميًا حول إمكانية التصعيد إلى حرب شاملة، في حين أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا ستُهزم كما هُزمت ألمانيا النازية، مما يزيد من تعقيد الوضع الدولي.
الحرب في أوكرانيا ليست وحدها التي تثير المخاوف من حرب عالمية ثالثة، بل هي جزء من سلسلة من النزاعات العالمية التي تشمل تجاذبات بين القوى الكبرى، مثل التوترات في الشرق الأوسط، والتوترات بين الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو من جهة ومن روسيا والصين من جهة أخرى.
كما حذر مسؤولون عالميون، منهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من خطر اندلاع حرب عالمية على خلفية دعم الناتو لأوكرانيا.
ومع تسارع وتيرة التسلح ووجود أسلحة نووية جديدة، بالإضافة إلى تهديدات باستخدام أسلحة غير تقليدية مثل الهجمات السيبرانية، تزداد دوافع التصعيد عند الطرفين، وعلاوة على ذلك، تظل بؤر التوتر الأخرى مثل البرنامج النووي الإيراني، والنزاع في بحر الصين الجنوبي، والصراع على تايوان، تهدد بتفجر الأوضاع بشكل أكبر.
ورغم هذه المخاوف، يرى بعض الخبراء أن توازن القوة والتعددية القطبية الحالية قد يكونان كفيلين بمنع الحرب الشاملة، حيث يتطلب النظام العالمي المتشابك التعاون بدلاً من الصراع، كما يختلف الوضع الحالي عن عام 1945، حيث لم يكن هناك في ذلك الوقت أي قوة نووية باستثناء الولايات المتحدة، في حين أن اليوم يشهد انتشار الأسلحة النووية وتعدد القوى الكبرى.
في هذا السياق، يلاحظ أستاذ العلاقات الدولية حسني عبيدي من جامعة جنيف أن النظام الدولي تغير بشكل كبير منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مع ظهور روسيا كدولة مستقلة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وتزايد التوترات بينها وبين الغرب.
على الرغم من أن البعض يعتقد أن العالم يمكن أن يتجنب هذه الحرب الكبرى، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستنجح القوى العالمية في تجنب المواجهة الشاملة أم أن التصعيد قادم؟
اقرأ أيضاً:
• الإعلان عن جوائز الدولة التشجيعية لعام 2025
• انفوجراف .. تعرف على الحالات التي تؤدي إلى سحب رخصة قيادة السيارة