العفو عند المقدرة من القيم الأخلاقية الرفيعة التي حثّ عليها الإسلام، وهو التجاوز عن الإساءة مع القدرة على الانتقام، مما يعكس سمو النفس ورقيّها.
مفهوم العفو عند المقدرة
العفو هو ترك معاقبة المسيء رغم القدرة على ذلك، وهو من شيم الكرام وأخلاق المؤمنين. قال تعالى: “فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ” [الحجر: 85]، وقال أيضًا: “فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ” [الشورى: 40].
أهمية العفو في الإسلام
العفو يُسهم في نشر المحبة والتسامح بين الناس، ويُزيل الضغائن والأحقاد، ويُعزّز الروابط الاجتماعية. كما أنه من صفات المتقين الذين أعدّ الله لهم جنات النعيم. قال تعالى: “وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” [آل عمران: 133-134].
نماذج من العفو عند المقدرة
يوسف عليه السلام: عفا عن إخوته الذين ألقوه في البئر، وقال: “لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ” [يوسف: 92].
النبي محمد ﷺ: عفا عن أهل مكة يوم الفتح، وقال: “اذهبوا فأنتم الطلقاء“.
فوائد العفو عند المقدرة
1. نيل رضا الله ومغفرته: قال النبي ﷺ: “ارحموا تُرحموا، واغفروا يغفر الله لكم” [رواه أحمد].
2. زيادة العزة والشرف: قال تعالى: “فمن عفا وأصلح فأجره على الله” [الشورى: 40].
3. تقوية الروابط الاجتماعية: العفو يُزيل الأحقاد ويُعزّز المحبة بين الناس.
4. تحقيق التقوى: قال تعالى: “وأن تعفوا أقرب للتقوى” [البقرة: 237].
العفو بين الضعف والقوة
قد يظن البعض أن العفو ضعف، لكن في الحقيقة هو دليل على قوة النفس وسموّها. قال النبي ﷺ: “ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب” [متفق عليه].
ختامًا: العفو عند المقدرة من أعظم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام، وهو سبيل لنيل رضا الله، وتحقيق السلام الداخلي، وبناء مجتمع متماسك تسوده المحبة والتسامح.
اقرأ أيضاً في إشعار:
• الرئيس السيسي: مصر قادرة على مواجهة أي تحديات داخلية أو خارجية
• السير مجدي يعقوب يقترب من إنجاز طبي مذهل: صمامات قلب تنمو داخل الجسم
• جود لو: مسيرة فنية حافلة بالنجاح والتألق