منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، طفت على السطح تعديلات على العقيدة النووية الروسية، التي تعتبر إطارًا قانونيًا يحدد متى وكيف يمكن لروسيا استخدام السلاح النووي.
وتعد روسيا واحدة من أبرز القوى النووية في العالم، حيث تمتلك ترسانة نووية هي الأكبر عالميًا، مما يضعها في صدارة الاهتمام العالمي عند الحديث عن الاستراتيجيات النووية.. في هذا المقال، نستعرض العقيدة النووية الروسية بالتفصيل، مع تحليل تغيراتها وانعكاساتها الجيوسياسية.
ما هي العقيدة النووية الروسية؟
العقيدة النووية الروسية، المعروفة رسميًا بـ”المبادئ الأساسية لسياسة الدولة بشأن الردع النووي”، وُضعت في يونيو 2020 لتكون دليلًا شاملًا للسياسات المتعلقة باستخدام الأسلحة النووية.
وتحدد هذه العقيدة الظروف التي قد تدفع روسيا إلى استخدام هذا النوع من الأسلحة كجزء من استراتيجيتها العسكرية.
أهداف العقيدة النووية
1. الردع: تعتبر الأسلحة النووية وسيلة رئيسية لردع أي عدوان ضد روسيا أو حلفائها.
2. الدفاع: استخدامها يُنظر إليه كخيار أخير عندما تكون الدولة تحت تهديد وجودي.
3. الحفاظ على السيادة: العقيدة تضمن ردع الخصوم عن شن هجمات تمس سيادة روسيا أو أمنها القومي.
شروط استخدام الأسلحة النووية
تنص العقيدة النووية الروسية على أربع حالات رئيسية يمكن فيها استخدام الأسلحة النووية:
1. ورود معلومات مؤكدة عن إطلاق صواريخ باليستية ضد روسيا أو حلفائها.
2. استخدام أسلحة نووية أو أسلحة دمار شامل ضد روسيا أو حلفائها.
3. وقوع هجوم بأسلحة تقليدية يهدد وجود الدولة.
4. هجمات على منشآت حيوية روسية تؤدي إلى تقويض قدرة البلاد على تنفيذ ضربات انتقامية.
تغيرات العقيدة النووية مع الحرب الأوكرانية
مع تصاعد الصراع في أوكرانيا، ظهرت تغييرات جوهرية في خطاب القيادة الروسية تجاه استخدام الأسلحة النووية.
التوسع في التهديدات: أصدر الرئيس فلاديمير بوتين مرسومًا في عام 2024 يجيز استخدام الأسلحة النووية ضد دول غير نووية إذا كانت مدعومة من قوى نووية.
تعزيز الردع: شهدت العقيدة تعديلات تضمنت التأكيد على إمكانية استخدام الأسلحة النووية في حالات جديدة، مثل تهديد الأمن الروسي عبر صواريخ طويلة المدى أو هجمات كيماوية وبيولوجية.
روسيا وترسانتها النووية
تمتلك روسيا حوالي 6000 رأس نووي، مما يجعلها الدولة الأكثر تسليحًا نوويًا في العالم، وتتنوع هذه الترسانة بين:
الرؤوس الاستراتيجية: المصممة لضرب أهداف بعيدة المدى.
الرؤوس التكتيكية: ذات القدرة المحدودة للاستخدام في النزاعات الإقليمية.
الأبعاد الجيوسياسية للعقيدة النووية
العلاقة مع الغرب: تُستخدم التهديدات النووية الروسية كوسيلة للضغط على الدول الغربية، خاصة في ظل الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، على سبيل المثال:التهديدات الروسية أصبحت أكثر حدة مع إعلان الولايات المتحدة السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد أهداف داخل روسيا.
العلاقة مع حلفائها: تسعى روسيا إلى طمأنة حلفائها مثل بيلاروسيا باستخدام “المظلة النووية”، مما يضمن لهم الحماية ضد أي تهديد غربي محتمل
الجدل حول “الخطر الوجودي”
إحدى النقاط المثيرة للجدل في العقيدة النووية هي مفهوم “الخطر الوجودي”، الذي لم يُحدد بشكل دقيق، يُستخدم هذا المصطلح لتبرير القرارات العسكرية الكبيرة، بما في ذلك إمكانية استخدام السلاح النووي في حالات معينة:
تفسير مرن: يسمح للقيادة الروسية باتخاذ قرارات استباقية بناءً على تقديراتها للتهديدات.
انتقادات دولية: ترى دول عديدة أن هذا الغموض يُضاعف من خطر التصعيد النووي.
مواقف الخبراء بشأن العقيدة النووية الروسية
• يرى أندريه مورتازين، الخبير الروسي، أن العقيدة النووية الروسية مصممة لإظهار حزم روسيا أمام خصومها.
• يشير العميد أحمد رحال إلى أن حالات استخدام السلاح النووي تتعلق بتأمين كيان الدولة في مواجهة أي تهديدات، سواء كانت نووية أو تقليدية.
الخلاصة
تمثل العقيدة النووية الروسية وثيقة محورية في الاستراتيجية الدفاعية لروسيا، حيث تعكس مواقفها تجاه التهديدات الداخلية والخارجية، ومع تصاعد الحرب الأوكرانية وتزايد التوتر مع الغرب، أصبحت هذه العقيدة أكثر مرونة واستعدادًا لتلبية أهداف روسيا الجيوسياسية، لكن يبقى استخدامها الفعلي للأسلحة النووية خيارًا “اضطراريًا ومتطرفًا”، وفقًا للقيادة الروسية.
فيديو.. العقيدة النووية الروسية المحدثة
اقرأ أيضاً:
• الإعلان عن جوائز الدولة التشجيعية لعام 2025
• إطلاق مسابقة الدورة الثالثة من مسابقة عبد الفتاح صبري للقصة القصيرة 2025
• انفوجراف .. تعرف على الحالات التي تؤدي إلى سحب رخصة قيادة السيارة
• البنك المركزي المصري يعلن إتاحة التحويلات من الخليج لمصر عبر تطبيق “إنستاباي” خلال شهرين