الشيخ محمد الغزالي، رحمه الله، كان أحد أعلام الفكر الإسلامي الذين أثروا الساحة العلمية والفكرية بإسهاماتهم المتنوعة، تتلمذ على أيدي كبار العلماء، مثل عبد العظيم الزرقاني، وعبد الجليل عيسى، ومحمد المدني، ومحمد يوسف موسى، وغيرهم من رموز الأزهر الشريف في عصره. تلك البيئة الغنية بالعلم والفكر ساهمت في تكوين شخصية الغزالي الفريدة التي تميزت بعمق الفهم وسعة الأفق.
ميلاده وتكوينه العلمي
وُلد الشيخ الغزالي في قرية نكلا العنب بمحافظة البحيرة عام 1917م، وسماه والده تيمّنًا بحجة الإسلام أبو حامد الغزالي.
أتم حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة، وتدرج في التعليم حتى التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وتخرج منها عام 1943م.
مؤلفات الشيخ محمد الغزالي
وصفه كبار العلماء بـ”أستاذ الأساتيذ”، وأشاد به كل من تلاميذه ومعاصريه، وخلال مسيرته الحافلة، ألف الشيخ الغزالي أكثر من 50 كتابًا، تعددت موضوعاتها بين الفقه والفكر الإسلامي والدعوة، ومن أشهر هذه الكتب:
“فقه السيرة”: عرض فيه السيرة النبوية بأسلوب تحليلي معاصر.
“ليس من الإسلام”: ناقش فيه القضايا التي تُنسب للإسلام وهي بعيدة عنه.
“مع الله”: رحلة روحانية عميقة في فهم التوحيد.
الإرث الخالد
توفي الشيخ محمد الغزالي في 9 مارس 1996 في السعودية أثناء حضوره مؤتمرًا إسلاميًا، ورغم مرور أكثر من ربع قرن على رحيله، لا يزال فكره ينبض بالحياة في قلوب محبيه وطلاب العلم.
ترك الشيخ إرثًا فكريًا وروحيًا غنيًا، يضيء دروب الأجيال الجديدة ويحثها على التجديد والتوازن في فهم الإسلام
الشيخ محمد الغزالي لم يكن مجرد داعية أو كاتب، بل كان مدرسة فكرية متكاملة، جعلت من الإسلام رسالة حية تتفاعل مع الواقع، يمثل الغزالي نموذجًا يُحتذى به للعلماء الذين يجمعون بين العلم والعمل، وبين الأصالة والمعاصرة، مما جعله فارسًا حقيقيًا للدعوة الإسلامية وفيلسوفًا للتجديد.
اقرأ أيضاً في إشعار:
الاتحاد الأوروبي يحذر من تحالف دولي جديد تقوده روسيا والصين وكوريا الشمالية
هبوط حاد في أسعار الذهب بالأسواق المصرية
الرئيس السيسي: مصر متمسكة بالسلام كخيار استراتيجي ووحيد لمنطقتنا