ينتظر العالم غداً حدثاً فلكياً نادراً لن يتكرر إلا بعد 20 عاماً ، حيث من المنتظر أن تشهد الكرة الأرضية ، غداً الإثنين ، الكسوف الكلي للشمس
وأجمع العلماء بأنه لن تتمكن مصر والمنطقة العربية من رؤيته ، ويمكن رؤيته ككسوف كلي في المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية وكندا ، فيما سيمكن رؤيته ككسوف جزئي في غرب أوروبا ، أمريكا الشمالية ،شمال أمريكا الجنوبية ، المحيط الباسفيكي ، المحيط الأطلنطي والقارة القطبية الشمالية.
متى يبدأ الكسوف الجزئي و الكلي للشمس ؟
يبدأ الكسوف الجزئي في تمام الساعة الخامسة وأربعون دقيقة مساءً بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة ، وذروة الكسوف الكلي للشمس في تمام الساعة الثامنة و 17 دقيقه مساءً ، فيما ينتهى الكسوف الجزئي في العاشرة و52 دقيقه مسجلاً فترة زمينه قدرها خمسة ساعات وعشرة دقائق تقريباً ، بينما الكسوف الكلي يستغرق مده قدرها 4 دقائق تقريبا.
ومن المنتظر من يستعرق الكسوف الكلي منذ بدايته وحتى نهايته مدة قدرها خمس ساعات و 10 دقائق تقريباً ، وعند ذروة الكسوف الكلي سيغطي قرص القمر حوالي 105,7 % من كامل قرص الشمس ، ويغطي الكسوف مساحة عرضها 197,5 كم وسوف يستغرق مدة قدرها 4 دقائق و 28 ثانية.
ماذا يعني الكسوف الكلي للشمس؟
الكسوف الكلي للشمس يعد نوعاً من أنواع الكسوفات الشمسية يحدث عادة حينما يكون القمر أثناء دورته الشهرية حول الأرض في طور المحاق في نهاية الشهر القمري وقبل ولادة الهلال الجديد مباشرة ، حيث يقع القمر بين الأرض والشمس على خط الاقتران ، وهو الخط الواصل بين مركزي الأرض والشمس أو قريباً منه وفي تواجده على إحدى العقدتين الصاعدة أو الهابطة أو قريبا منهما ، وفي هذه الحالة تتغير المسافة بين القمر والأرض ما بين 405 آلاف كم و 363 ألف كم ، ونتيجة هذا التغير في البعد يتغير حجم القمر ظاهريا بالنسبة لنا فحين يكون قريبا يكون حجمه كبيرا فيغطي كامل قرص الشمس فيحدث الكسوف الكلي.
ومن جانبه أكد رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الدكتور طه رابح ، أن كسوف الشمس وخسوف القمر ظواهر طبيعية تحدث بصفة مستمرة، مشيرا إلى أن القرن الـ 21 (بين عامي 2001 – 2100) يشهد 224 كسوفا شمسيا منها 77 كسوفاً جزئياً ، و72 كسوفاً حلقياً ، و68 كسوفاً كاملاً ، و7 كسوفات مختلطة.
وقال رابح ؛ إن ظاهرة الكسوف الشمسي تفيد في التأكد من بدايات الأشهر الهجرية إذ يحدث الكسوف الشمسي في وضع الاقتران أو الاجتماع أي أن حدوث الكسوف الشمسي يشير بقرب ولادة الهلال الجديد ، ويعتبر مركز الكسوف هو موعد ميلاد القمر الجديد.
الكسوف الكلي والجزئي للشمس ظواهر طبيعية
أكد الدكتور ياسر عبدالهادي رئيس معمل أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ، أنه لا داعي للضجة المثارة على صفحات التواصل الاجتماعي عن كسوف الشمس الكلي الذي سيحدث يوم غدا الإثنين 8 أبريل.
وكشف رئيس معمل أبحاث الشمس بمعهد الفلك ، أن كسوف الشمس الأول لعام 2024 لن تتم رؤيته في مصر والمنطقة العربية ويتفق توقيت وسطه مع اقتران شهر شوال للعام الهجري الحالي 1445.
وأوضح أن الكسوفات الشمسية ظواهر طبيعية تحدث سنويا ، وفيها يتحول النهار إلى ليل لمدة دقائق بسبب حجب القمر لقرص الشمس، لافتا إلى إنه في عام 2006 حدث في مصر كسوف شمسي كلي في مدينة السلوم تابعه جميع المتخصصين وهواة الفلك من جميع أنحاء العالم.
وأضاف ؛ ومن المقرر أن يحدث كسوف كلي للشمس يوم 2 أغسطس عام 2027 في مدينة الأقصر ، موضحاً أن هناك كسوفات شمسية جزئية حدثت في مصر أعوام 2013 و 2015 و 2020 ، كما حدث كسوف شمسي كلي العام الماضي في أبريل ولم تتمكن مصر من رؤيته.
الكشف عن الإكليل الشمسي
كشف الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية ، تفاصيل الكسوف الكلي للشمس المرتقب غدا الإثنين 8 إبريل الجارى.
وقال أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، إنه لا يحدث كسوف الشمس أبدا إلا إذا كان القمر محاقاً ، وفي حالة الكسوف الكلي للشمس الذي سيحدث يوم 8 إبريل سيحجب قرص القمر قرص الشمس بالكامل كاشفاً لنا عن الغلاف الخارجي للشمس المعروف باسم الإكليل الشمسي أو الكورونا.
وتابع: لن يرى هذا الكسوف في مصر أو المنطقة العربية ، ولكنه سيُرى في المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية وكندا ، وسيبدأ مسار الكسوف الكلي من المحيط الهادئ ويتحرك عبر أجزاء من المكسيك ثم شرق الولايات المتحدة وكندا ، وسيكون مرئيا ككسوف جزئي في بعض دول أوروبا.
ما هي مدة الكسوف؟
أشار ” تادرس ” إلى أن مدة الكسوف كاملاً منذ بدايته حتى نهايته حوالي 5 ساعات ، أي منذ بداية دخول قرص القمر تدريجيا على قرص الشمس حتى يغطيه بالكامل ، ثم انسلاخه تدريجيا من الجهة الأخرى حتى يتركه تماما .. أما الاظلام التام ستكون مدته حوالي 4 دقائق فقط ، سيتحول فيها النهار إلى ليل دامس وتترائى بعض النجوم في السماء بوضوح.
وقال : علماً بأن هذه الدقائق القليلة للكسوف الكلي التام للشمس هو الوقت الوحيد الذي يمكننا فيه رؤية النجوم الخلفية للشمس والتي تمثل البرج أو المجموعة النجمية الذي تقع فيها الشمس في هذه الفترة من العام ، وهو مجموعة برج الحوت.
وأكد أن كسوف الشمس وخسوف القمر هما من الظواهر الفلكية الطبيعية جدا ، وليس لهما أي علاقة بنهاية العالم أو قرب الساعة أو اصطدام نيزك أو كوكب مجهول بالأرض فلا تنتبهوا لمثل هذه “الخزعبلات” لأن مروجوا هذه الإشاعات هم من المنجمون والدجالون والمهووسون بسيناريوهات نهاية العالم ، وهم يُتاجرون بالظواهر الفلكية الطبيعية لترويج أفكارهم الغريبة على أساس أن عموم الناس ليس لديهم معلومات كافية عن تلك الظواهر.