قال الباحث في العلاقات الدولية عارف خلال مداخلة هاتفية مع قناة الحدث، إن هناك تحولًا كبيرًا في السياسة الغربية تجاه أفريقيا، مشيرًا إلى أن ألمانيا كانت قد اتخذت موقفًا صارمًا ضد بيع طائرات مقاتلة حديثة لتركيا في وقت سابق، بسبب المخاوف المتعلقة بالاستقرار الإقليمي.
وأضاف أن تركيا، التي كانت متورطة عسكريًا في العديد من الصراعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، شهدت تطورًا كبيرًا في علاقاتها مع ألمانيا في الآونة الأخيرة، خاصة في ظل المصالح المشتركة بين البلدين.
وأوضح عارف أن التعاون بين برلين وأنقرة في الأشهر الأخيرة ارتفع بشكل ملحوظ، خصوصًا في ما يتعلق بالقضية الأفريقية.
تركيا تسعى لتعزيز علاقاتها مع دول الاتحاد الأوروبي بهدف تحسين فرص انضمامها للاتحاد وتعزيز اقتصادها، في حين أن ألمانيا تحاول توسيع نفوذها في المناطق التي تشهد وجودًا تركيًا في أفريقيا، وذلك من خلال التعاون مع وكلاء وشركات محلية دون التدخل المباشر.
وأشار عارف إلى أن ألمانيا كانت قد رفضت في السابق إتمام صفقات بيع طائرات مقاتلة لتركيا بسبب القلق من أنشطة تركيا العسكرية في المناطق المجاورة لأوروبا، مثل سوريا وليبيا، وكذلك وجودها في شرق البحر الأبيض المتوسط، هذه الأنشطة أثارت قلقًا كبيرًا في أوروبا بشأن تداعيات التصعيد على الاستقرار الإقليمي.
لكن مع استمرار التصرفات التركية وضمان الدول الغربية أن مصالحها لن تتعارض مع التدخل التركي، بدأ الموقف الألماني في التغير، ألمانيا بدأت تعتبر تركيا شريكًا يمكن الاعتماد عليه لتنفيذ أهدافها في البلدان التي تواجد فيها الجيش التركي.
وتابع عارف أن ألمانيا تعتمد على أساليب متعددة لتعزيز نفوذها في القارة الأفريقية، ومنها استئناف شركة النفط النمساوية OMV عملها في ليبيا في أكتوبر الماضي، وهو ما يعد خطوة مهمة في تأكيد المصالح الألمانية في قطاع الطاقة.
وقد دخلت الشركة النمساوية ليبيا في إطار المشاريع التي تدعمها برلين، مما ساهم في تقوية النفوذ الألماني، خاصة في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية واهتمام الغرب بسوق الطاقة الأفريقية لتقليل الاعتماد على روسيا.
وأشار عارف إلى أن بعض التقارير الإعلامية نقلت عن شهود عيان وجود خبراء ألمان في مصفاة الزاوية النفطية في ليبيا، مؤكداً أن برلين بدأت التدخل والسيطرة على مصافي النفط الليبية من خلال فرق صغيرة من الخبراء والمتخصصين، في خطوة تعتبر بداية لمشروع أوسع.
وأضاف أن ألمانيا تعتمد حاليًا على نهجين أساسيين لتعزيز وجودها في أفريقيا: الأول يعتمد على التعاون مع الحكومات المحلية وتقديم خدمات مقابل منافع أخرى، بينما يتمثل الثاني في تواجد الشركات والمنظمات الأجنبية في البلدان الأفريقية بدون لفت الأنظار، مع تجنب الاصطدام مع قوى أخرى مثل فرنسا.
اقرأ أيضاً:
• فوز قائمة هاني أبو ريدة بالتزكية في انتخابات اتحاد الكرة
• عودة ترامب والتحالفات العسكرية: هل نشهد اندلاع حرب عالمية؟
• ® مسلسل The Penguin .. أداء مبهر لـ كولين فاريل وتوصية بالمشاهدة