قال الرئيس التركي رجب طيب أوردغان، في بيان له عبر حسابه في منصة إكس (تويتر سابقًا)، أمس الأربعاء: ” سعدت باستضافة الرئيس السيسي في بلدنا .. نحن عازمون على تعزيز تواصلنا ومشاوراتنا مع مصر التي لدينا معها مواقف وأهداف متشابهة حول العديد من القضايا “.
ونشر أوردغان، اليوم الخميس، مقطع فيديو الاستقبال الرسمي لـ الرئيس السيسي في أول زيارة له لأنقرة منذ توليه السلطة في مصر قبل عقد من الزمن.
مقطع الفيديو نشره أوردغان على صفحته الرسمية الناطقة بالتركية على منصة إكس (تويتر سابقا).
ويُسمع في مقطع الفيديو قول الرئيس المصري “شكرا عسكر” مخالفا للبروتوكول المتعارف عليه والذي يقضي بتحية حرس الشرف بالقول “مرحبا عسكر” معيدا للأذهان موقفا مشابها لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان الذي قال لحرس الشرف في زيارة سابقة لأنقرة: “السلام عليكم”.
وأكد أردوغان موقف تركيا ومصر تجاه القضية الفلسطينية، الداعي إلى “إنهاء الإبادة الجماعية المستمرة منذ 11 شهرًا، وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، هي أمور لا تزال تمثل أولوياتنا”، حسب قوله.
كانت مصر وتركيا قد وقعتا أمس الأربعاء 17 اتفاقية، تتضمن كل مما يلي: “مذكرة تفاهم بشأن تطوير المنطقة الصناعية بالعاصمة الإدارية الجديدة، واتفاقية تخصيص أرض بشأن تطوير المنطقة الصناعية في مدينة 6 أكتوبر الجديدة”.
وقالت وكالة الأناضول التركية أن مصر وتركيا وقعتا مذكرات تفاهم في كل من مجال سياسة المنافسة، والتعاون في مجال التعليم العالي، والسكك الحديدية، والطيران المدني، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتعاون العلمي والاقتصادي والفني في مجال الزراعة”.
وأضافت الوكالة التركية: “شملت مذكرات تفاهم حول التعاون في مجال الصحة والعلوم الطبية، ومجال ودعم وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومجال السياحة والثقافة، والمواضيع المالية والاقتصادية، والطاقة، ومجال العمل والتوظيف، وحماية البيئة، والتطوير العمراني، فضلا عن مذكرة بين وزارة الخارجية التركية، ووزارة الخارجية المصرية ووزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج.. ووقّع الرئيسان أردوغان والسيسي على الإعلان المشترك للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا ومصر”.
زيارة تاريخية
كان الرئيس السيسي قد توجه إلى أنقرة في زيارة رسمية للجمهورية التركية، تلبية للدعوة المقدمة من الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأوضح السفير أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن زيارة السيد الرئيس التاريخية لتركيا تمثل محطة جديدة في مسار تعزيز العلاقات بين البلدين، وللبناء على زيارة الرئيس أردوغان التاريخية لمصر في فبراير الماضي، وتأسيساً لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين، سواء ثنائياً أو على مستوى الإقليم، الذي يشهد تحديات جمة تتطلب التشاور والتنسيق بين البلدين.
وأضاف المتحدث الرسمي أنه من المنتظر أن تشهد الزيارة مباحثات معمقة للسيد الرئيس مع الرئيس أردوغان، إضافة إلى رئاسة الرئيسين للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين مصر وتركيا، الذي من المقرر أن يتناول سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل الرؤى إزاء القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وعلى رأسها جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة وإنهاء المأساة الإنسانية بالقطاع، وخفض التصعيد في الشرق الأوسط. كما سيشهد الرئيسان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين حكومتي الدولتين في مختلف مجالات التعاون.
بعد 12 عام
وتأتي زيارة الرئيس السيسي لتركيا بعد زيارة الرئيس التركي أردوغان إلى القاهرة في فبراير الماضي، وهي أول زيارة له إلى مصر منذ عام 2012، متخذا خطوة كبيرة نحو إعادة بناء العلاقات التي توترت بشدة على مدى عقد من الزمن.
وقال مكتب الاتصال بالرئاسة التركية، في بيان أمس الثلاثاء “سيتم استعراض العلاقات التركية المصرية في جميع جوانبها ومناقشة الخطوات المشتركة الممكنة في الفترة المقبلة لمواصلة تطوير التعاون”
وأضاف البيان “بالإضافة إلى العلاقات الثنائية، سيجري تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والعالمية الراهنة، وخاصة الهجمات الإسرائيلية على غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة”، كما سيعقد مؤتمر صحفي مشترك للرئيسان في الثانية ظهراً بتوقيت جرينتش.