قال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته بحجة الوداع: “إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب، شهر مُضر، الذي بين جمادى وشعبان”.
تفسير الحديث الشريف: إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض”
تفسير الحديث:
1. استدارة الزمان كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض:
كان العرب في الجاهلية يعبثون بتقويم الأشهر، فيؤخرون أو يقدمون الأشهر الحرم حسب أهوائهم، وهو ما يُعرف بالنسئ، مما أدى إلى اختلال ترتيب الأشهر.
في حجة الوداع، أعلن النبي صلى الله عليه وسلم أن التقويم قد عاد إلى وضعه الصحيح كما أراده الله يوم خلق السموات والأرض، وأن الأشهر عادت إلى ترتيبها الأصلي دون تغيير أو تحريف.
2. السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم:
بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن السنة تتألف من اثني عشر شهراً، منها أربعة أشهر حُرُم، وهي أشهر مُحرَّمة يُمنع فيها القتال وتُعظَّم فيها الحُرُمات.
الأشهر الحرم
ثلاثة متوالية:
• ذو القعدة
• ذو الحجة
• المحرّم
شهر منفرد
رجب، ويُسمى “رجب مُضر”؛ لأن قبيلة مُضر كانت تُعظّمه وتلتزم بتوقيته الصحيح، وهو الشهر الذي يقع بين جمادى الآخرة وشعبان.
النسئ في الجاهلية
كان العرب في الجاهلية يُؤخرون أو يُقدمون الأشهر الحرم وفقاً لمصالحهم، فيُحلون الشهر الحرام ويُحرّمون الشهر الحلال، مما أدى إلى اضطراب في التقويم القمري.
في حجة الوداع، أعلن النبي صلى الله عليه وسلم إبطال هذا التلاعب، وأعاد ترتيب الأشهر إلى وضعها الصحيح، مؤكداً حرمة الأشهر الحرم كما حددها الله تعالى.
الدروس المستفادة:
• أهمية الالتزام بما شرعه الله دون تغيير أو تحريف.
• تعظيم حُرمة الأشهر الحرم والامتناع عن القتال والظلم فيها.
• التحذير من التلاعب بالشرائع والتقويمات الدينية لتحقيق مصالح دنيوية.
هذا الحديث يُبرز أهمية الالتزام بالتقويم الإسلامي كما شرعه الله، ويُحذر من التلاعب بالأشهر الحرم، ويُؤكد على ضرورة تعظيم ما عظّمه الله.
اقرأ أيضاً في إشعار:
• قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي: الرئيس السيسي يعزز التعاون الدولي (تقرير شامل)
• حقيقة انتشار متحور كورونا جديد .. الوقاية وطرق العلاج
• قصة أصحاب الكهف – عبرة من الماضي وأمل في المستقبل
• أزمة المياه في غزة .. استخدام إسرائيل للمياه كسلاح في غزة يفاقم أزمة إنسانية خانقة