تحالف كوريا الشمالية والصين وروسيا .. تتزايد المخاوف الأوروبية بعد وصول آلاف من القوات الكورية الشمالية إلى روسيا، التي تقول عنها الاستخبارات الأميركية إنها تهدف للتدريب، مما يعزز احتمال دعم هذه القوات لجبهة القتال الروسية في أوكرانيا.
هذه التحركات أثارت قلق الولايات المتحدة وحلفائها من أن التنسيق بين الدول المعادية للغرب قد يؤدي إلى تهديد أمني أوسع، حيث تتطور شراكات المصالح إلى تحالفات عسكرية أكثر وضوحاً.
كما ورد أن مئات الطائرات الإيرانية بدون طيار كانت جزءاً من الهجمات الروسية على أوكرانيا، وأعلنت الولايات المتحدة في سبتمبر 2024 أن طهران أرسلت صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا.
مخاوف أوروبية من تحالف كوريا الشمالية والصين وروسيا
في الوقت ذاته، اتُهمت الصين بتزويد روسيا بكميات كبيرة من السلع التي يمكن استخدامها في صناعة الأسلحة، مثل الأجهزة الإلكترونية والأدوات الآلية.
وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركتين صينيتين لتوريدهما أنظمة أسلحة كاملة إلى روسيا. إلا أن الدول الثلاث نفت تقديم هذا الدعم.
محور الشراكات الخطيرة المتنامية
وفي تقييم لهذا التعاون المتزايد المعروف باسم تحالف كوريا الشمالية والصين وروسيا، أطلقت مجموعة مدعومة من الكونجرس، التي تقيّم استراتيجية الدفاع الأميركية، على الدول الأربع (روسيا، الصين، إيران، وكوريا الشمالية) وصف “محور الشراكات الخطيرة المتنامية”.
الخوف هنا هو أن العداء المشترك تجاه الولايات المتحدة قد يدفع هذه الدول إلى العمل معاً، مما يزيد من تعقيد التهديدات الموجهة ضد واشنطن وحلفائها في أكثر من منطقة.
قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في أكتوبر 2024: “إذا كانت كوريا الشمالية شريكة في الحرب، فإن نيتها هي المشاركة نيابة عن روسيا، وهذا أمر خطير للغاية. سيكون له تأثير ليس فقط في أوروبا ولكن أيضاً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
استراتيجية البقاء
بعد عقود من تشكيل تحالفات عسكرية خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، تبرز اليوم صورة تحالف جديد قد يتشكل بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، مدفوعاً بالحرب التي يخوضها بوتين.
يجمع هذا التحالف بين قوتين نوويتين – كوريا الشمالية التي يعتقد أنها امتلكت رؤوساً نووية غير قانونية، وإيران التي قد تكون قادرة على تجميع سلاح نووي في غضون أسابيع.
بالإضافة إلى ذلك، تخلق هذه الشراكة العسكرية تحالف بين كوريا الشمالية والصين وروسيا جبهة صراع مزدوجة تشمل الحرب في أوكرانيا والصراع المستمر في شبه الجزيرة الكورية.
من جانبها، استفادت كوريا الشمالية من دعمها لروسيا في إطار حرب أوكرانيا في المقابل للحصول على مساعدات غذائية ومواد أساسية، فضلاً عن تعزيز قدراتها في مجال الفضاء والصواريخ، وفي الوقت نفسه، تزايد التعاون بين إيران وروسيا، خاصة فيما يتعلق بالهجمات بالطائرات بدون طيار في أوكرانيا.
تحالف كوريا الشمالية والصين وروسيا .. التحالفات والشكوك
الصين، باعتبارها القوة الاقتصادية الرئيسية في هذه الدول، تلعب دوراً حاسماً في تطور هذا التحالف، إلا أن بكين تظل حذرة من الانخراط العميق في هذه الشراكة، حيث تسعى لتوسيع نفوذها في مختلف أنحاء العالم وتوسيع علاقاتها مع دول أخرى.
رغم ذلك، فإن سلوكها في مجالات مثل بحر الصين الجنوبي وتايوان قد يدفعها إلى تعزيز التحالفات مع دول أخرى، بما في ذلك روسيا وكوريا الشمالية وإيران.
وفي ظل هذا التعاون المجيد في تحالف كوريا الشمالية والصين وروسيا، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه التحالفات ستظل ثابتة بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا أو ما إذا كانت ستتحول إلى تنسيق أوسع بين القوى الأربع.
اقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يحذر من تحالف دولي جديد تقوده روسيا والصين وكوريا الشمالية
هبوط حاد في أسعار الذهب بالأسواق المصرية
الرئيس السيسي: مصر متمسكة بالسلام كخيار استراتيجي ووحيد لمنطقتنا