شهد عام 2024 تحذيرات متزايدة من العلماء والخبراء بشأن تأثيرات تغير المناخ على الأنهار الجليدية في مختلف أنحاء العالم، التي أصبحت مهددة بالاختفاء نتيجة للذوبان المتسارع.
من أبرز هذه التهديدات كان ما يعرف بـ “نهر القيامة الجليدي”، الذي يثير قلقًا عالميًا بسبب تداعيات ذوبانه المحتملة على مستوى سطح البحر.
نهر القيامة الجليدي: تهديد غير مسبوق
يُعرف نهر ثويتس الجليدي في القارة القطبية الجنوبية بـ “نهر القيامة الجليدي”، لما له من تأثير مدمر في حال انهياره. تشير الدراسات الحديثة إلى أن النهر الجليدي قد ينهار في المستقبل القريب، مما يهدد بغرق السواحل في جميع أنحاء العالم.
يبلغ حجم هذا النهر الجليدي مساحة ضخمة تكاد توازي مساحة ولاية فلوريدا الأمريكية، ويذوب سنويًا بمعدل يصل إلى 50 مليار طن من الجليد.
إذا استمر هذا الانهيار، فقد يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار يتراوح بين 60 سم إلى 3 أمتار، وهو ما يهدد المناطق الساحلية حول العالم.
وقد وصف تيد سكامبوس، عالم الأبحاث الرئيسي في المعهد التعاوني لأبحاث العلوم البيئية، الوضع بـ “التهديد الكبير على المدى القصير”.

الأنهار الجليدية في خطر عالمي
تغير المناخ هو العامل الأساسي وراء ذوبان الأنهار الجليدية حول العالم. في أوروبا، توقعت الدراسات اختفاء العديد من الأنهار الجليدية بحلول عام 2050، مثل الأنهار الجليدية في جبال البرانس في فرنسا وإسبانيا، وفي جبال الدولوميت الإيطالية.
أما في أمريكا اللاتينية، فقد شهدت الأنهار الجليدية في الأرجنتين وبيرو تراجعات كبيرة في كتلتها الثلجية منذ عام 2000. وفي أمريكا الشمالية، يهدد الذوبان السريع للأنهار الجليدية في متنزهات يلوستون ويوسمايت في الولايات المتحدة بالاختفاء بحلول منتصف القرن الحالي.
فنزويلا: أول دولة تفقد جميع أنهارها الجليدية
أصبح هذا العام نقطة فارقة في تاريخ فنزويلا، حيث أصبحت أول دولة تفقد جميع أنهارها الجليدية بسبب تغير المناخ.
كان نهر هومبولت، الواقع في جبال الأنديز، آخر الأنهار الجليدية في البلاد، ولكن تم التأكد من اختفائه بسبب الارتفاع الحاد في درجات الحرارة.
هذا التطور يعكس مدى تأثير التغيرات المناخية على المناطق الاستوائية، حيث كانت فنزويلا تمتلك خمسة أنهار جليدية في بداية القرن الماضي.
سويسرا: تراجع ملحوظ في الأنهار الجليدية
في سويسرا، التي تعد من أكثر الدول التي تعتمد على الأنهار الجليدية في توفير مصادر المياه، فقدت البلاد 10% من حجم أنهارها الجليدية خلال عامين فقط.
وهذا يشير إلى تزايد معدل الذوبان الذي شهدته البلاد نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وانخفاض تساقط الثلوج في الشتاء. وقد أكد الباحثون أن هذه الخسائر تعادل ما تم فقده خلال ثلاثة عقود سابقة.

إسبانيا والنمسا: مستقبل غامض للأنهار الجليدية
الأمر ذاته يحدث في إسبانيا، حيث يشهد أكبر نهر جليدي في جبال البرانس، نهر أنيتو، ذوبانًا سريعًا بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وفي النمسا، تحذر الدراسات من أن البلاد قد تخسر جميع أنهارها الجليدية في غضون 45 عامًا، مع تراجع متسارع في حجم الأنهار الجليدية في جبال الألب.
التأثيرات المستقبلية: هل نحن مستعدون؟
تُظهر هذه التهديدات العالمية أن العالم على موعد مع تحديات بيئية خطيرة في المستقبل القريب.. إن التأثيرات المدمرة لذوبان الأنهار الجليدية لا تقتصر فقط على ارتفاع مستوى سطح البحر، بل تشمل أيضًا تغييرات كبيرة في نظم المياه العذبة، مما قد يؤدي إلى نقص المياه في العديد من المناطق حول العالم.

إذا استمرت هذه الاتجاهات، فقد نشهد تأثيرات مناخية أشد فتكًا في السنوات القادمة.. إن التحرك بسرعة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة واتخاذ تدابير لحماية الأنهار الجليدية يعد أمرًا حيويًا للحفاظ على النظام البيئي للأرض وضمان استدامة الحياة على كوكبنا.
فيديو .. نهر القيامة الجليدي قد ينهار (تقرير)
اقرأ أيضاً في إشعار:
• قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي: الرئيس السيسي يعزز التعاون الدولي (تقرير شامل)
• حقيقة انتشار متحور كورونا جديد .. الوقاية وطرق العلاج
• قصة أصحاب الكهف – عبرة من الماضي وأمل في المستقبل
• أزمة المياه في غزة .. استخدام إسرائيل للمياه كسلاح في غزة يفاقم أزمة إنسانية خانقة