حقيقة سقوط أجزاء من كوكب المريخ بالقرب من الإسكندرية: قصة فريدة من نوعها

في واقعة فريدة أثارت دهشة العالم، شهدت مصر في يونيو عام 1911 حادثة تاريخية تمثلت في سقوط أجزاء من كوكب المريخ بالقرب من مدينة الإسكندرية.

وقد وثّق المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية هذه القصة الغريبة، مشيرًا إلى أنها حدثت في قرية «النخلة» بمركز أبوحمص بمحافظة البحيرة، حيث تساقط نحو أربعين حجرًا من السماء، أكبرها بلغ وزنه 1.8 كيلوجرام.

الظاهرة كما رآها شهود العيان

وصفت الروايات المحلية المشهد بأنه أشبه بطلقات الرصاص، حيث سمع سكان القرية أصوات انفجارات مدوية، ما أثار حالة من الذعر.

أحد شهود العيان كان الطبيب محمد علي أفندي، الذي لم يجد تفسيرًا علميًا لما حدث، مما دفعه إلى التواصل مع الصحافة، حيث نشرت جريدة «الأهالي» تغطية موسعة للحدث.

تفاعل الحكومة والباحثين الدوليين

اهتمت الحكومة المصرية بالواقعة وأرسلت وفودًا لجمع الأحجار ودراستها.. كما جذبت الحادثة اهتمام علماء من دول أوروبية عدة، قدموا إلى مصر لتحليل الظاهرة.

وخلصت الدراسات إلى أن هذه الأحجار ليست ناتجة عن ثوران بركاني كما افترض البعض، بل هي قطع من ستة عشر نيزكًا انفصلت عن المريخ منذ ملايين السنين.

الدراسات والتحاليل

أظهرت تحليلات هيئة المساحة الجيولوجية المصرية أن الأحجار تحتوي على مواد نادرة مثل الحديد والسيليكون.

وقدم الباحث الجيولوجي «جون بول» دراسة شاملة نشرتها مجلة «المقتطف»، توضح أن الأحجار كانت مغطاة بطبقة سوداء، بينما حمل بعضها لونًا رماديًا يميل إلى الخضرة.

الحفاظ على النيازك

تم حفظ بعض هذه الأحجار في المعرض الجيولوجي بالقاهرة، بينما أُرسلت عينات أخرى إلى متاحف دولية مثل لندن وباريس وواشنطن.

الدلالات العلمية

تُعتبر هذه الظاهرة من بين أهم الأحداث التي ساعدت على فهم طبيعة النيازك وتركيبتها. كما تسلط الضوء على الترابط بين الفضاء والأرض، حيث تتساقط نيازك مشابهة على سطح الأرض في مواقع مختلفة.

ختامًا؛ واقعة سقوط أجزاء من المريخ في مصر لم تكن مجرد حادثة عابرة، بل أصبحت جزءًا من التاريخ العلمي والجغرافي.. إنها تذكير بحجم الكون الواسع ومدى تأثير الظواهر الفلكية على كوكبنا.