حلب بين الغزو والنهضة: صفحات من تاريخ الصمود

مدينة حلب
Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on tumblr
Share on telegram
Share on whatsapp

وصف المؤرخ الحلبي أبو الفضل محمد بن الشِّحنة مدينة حلب في عصره بأنها مركز حضارة وعلم، بفضل مدارسها، حلقاتها العلمية، ونخبة العلماء والشعراء الذين سكنوها أو وفدوا إليها.

في العصر الإسلامي الوسيط، كانت حلب إحدى أعظم حواضر العالم الإسلامي، تزدهر بمئات المدارس ودور العلم.

الغزو المغولي الأول (658هـ/1260م)

بعد استيلاء المغول على بغداد عام 656هـ، توجه هولاكو إلى بلاد الشام، مستغلاً الصراعات بين الأيوبيين والمماليك.

في صفر من عام 658هـ، حاصر جيش المغول مدينة حلب لمدة سبعة أيام. بعد استسلامها، غدروا بالسكان، فقتلوا الآلاف، نهبوا الممتلكات، وسبوا النساء والأطفال، ما جعل الدمار شبيهاً بمآسي بغداد.

مدينة حلب
مدينة حلب
الغزو التيموري (803هـ/1400م)

تكررت المأساة مع تيمورلنك الذي غزا الشام في القرن التاسع الهجري. بعد معارك طاحنة، اجتاح تيمور مدينة حلب عنوة، فنهبت قواته المدينة، وأحرقوها وقتلوا أهلها بوحشية، شُيدت مآذن من رؤوس الضحايا في مشهد يُجسد حجم الكارثة.

دروس من الانقسام الإسلامي

افتقدت الأمة الإسلامية وقتها الوحدة التي كانت ضرورية للتصدي لهذا العدوان. لم يتعاون المماليك مع العثمانيين، رغم دعوة السلطان بايزيد الأول إلى تشكيل جبهة موحدة، هذا الانقسام أتاح للمغول إحكام سيطرتهم على الشام.

نهاية مأساوية وبداية جديدة

بعد انسحاب تيمورلنك، كانت حلب مدينة مهجورة بسبب الدمار والرائحة الكريهة للجثث. رغم ذلك، أثبتت المدينة عبر التاريخ قدرتها على النهوض مجدداً، مستعيدة مكانتها العلمية والحضارية.

حلب: مدينة لا تموت

على مر العصور، كانت حلب مطمعاً للغزاة، لكنها في كل مرة تستعيد قوتها، محتفظةً بدورها التاريخي كمركز إشعاع حضاري. تاريخ المدينة شاهد على عظمة صمودها وإرادة شعبها.

اقرأ أيضاً:

• إطلاق جائزة الشيخ محمد بن صالح باشراحيل: دعم للإبداع الأدبي بجوائز تتجاوز مليون جنيه

• لغز المجوهرات المسروقة في قضية عمر زهران: القصة الكاملة

• الرئيس السيسي يعين خالد عبد العزيز رئيساً للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام

• كيفية تفعيل شريحة eSIM في مصر

قد يعجبك أيضًأ