بعد توقيع اتفاق الطائف عام 1989، دخل لبنان مرحلة جديدة من تاريخه السياسي، حيث تم تعديل النظام الدستوري لإعادة التوازن بين الطوائف اللبنانية، خاصة في ما يتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية.. نلقي الضوء على جميع رؤساء لبنان الذين تولوا المنصب منذ ذلك الوقت، بدءًا من الرئيس رينيه معوض.
1. رينيه معوض (1989)
انتُخب رينيه معوض كأول رئيس للجمهورية بعد اتفاق الطائف في 5 نوفمبر 1989، لكنه لم يستمر في منصبه سوى 17 يومًا، إذ اغتيل في 22 نوفمبر من العام نفسه.
الإنجازات:
انتخابه كان خطوة رمزية نحو تطبيق اتفاق الطائف.
التحديات:
• الانقسامات الطائفية المستمرة.
• وجود قوات أجنبية على الأراضي اللبنانية.
النهاية:
تم اغتياله .. شكّل الاغتيال بداية صعبة لمرحلة ما بعد الطائف وأدى إلى تعقيد الوضع السياسي.
2. إلياس الهراوي (1989-1998)
تولى إلياس الهراوي الرئاسة بعد اغتيال رينيه معوض بدعم سوري قوي. كان الرئيس الأطول بقاءً في المنصب بعد الحرب الأهلية.
الإنجازات:
• إطلاق مشروع إعادة الإعمار.
• تعزيز الاستقرار الأمني.
التحديات:
• السيطرة السورية على القرار السياسي اللبناني.
• الفساد في مؤسسات الدولة.
3. إميل لحود (1998-2007)
جاء إميل لحود بدعم من سوريا واستمر في منصبه خلال مرحلة معقدة شهدت اغتيال رفيق الحريري وتصاعد الانقسامات السياسية.
الإنجازات:
• تعزيز الجيش اللبناني.
• مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان حتى التحرير عام 2000.
التحديات:
• الانقسام السياسي بعد اغتيال الحريري.
• مظاهرات 14 آذار 2005 والانسحاب السوري.
4. ميشال سليمان (2008-2014)
ميشال سليمان، القائد السابق للجيش، جاء كمرشح توافقي بعد أزمة سياسية طويلة.
الإنجازات:
• تهدئة التوترات الطائفية.
• إطلاق الحوار الوطني.
التحديات:
• تداعيات الحرب السورية.
• الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.
5. ميشال عون (2016-2022)
بعد فراغ رئاسي دام أكثر من عامين، انتُخب ميشال عون رئيسًا بدعم من حزب الله والتيار الوطني الحر.
الإنجازات:
• إقرار قانون انتخابي جديد.
• تحقيق استقرار نسبي في السنوات الأولى.
التحديات:
• الانهيار الاقتصادي والاجتماعي.
• انفجار مرفأ بيروت عام 2020.
6. فراغ رئاسي (2022 حتى الآن)
منذ انتهاء ولاية ميشال عون، لم يتمكن لبنان من انتخاب رئيس جديد بسبب الانقسامات السياسية.
الأسباب:
• غياب التوافق السياسي.
• التدخلات الإقليمية والدولية.
الخاتمة:
رئاسة لبنان منذ اتفاق الطائف مرّت بمحطات صعبة وتحديات معقدة. ورغم الإنجازات الفردية لبعض الرؤساء، فإن الأزمات السياسية والاقتصادية المستمرة تعكس الحاجة إلى إصلاحات شاملة. تجاوز هذه التحديات يتطلب توافقًا سياسيًا داخليًا وإرادة وطنية حقيقية.
اقرأ أيضاً في إشعار:
• قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي: الرئيس السيسي يعزز التعاون الدولي (تقرير شامل)
• حقيقة انتشار متحور كورونا جديد .. الوقاية وطرق العلاج
• قصة أصحاب الكهف – عبرة من الماضي وأمل في المستقبل
• أزمة المياه في غزة .. استخدام إسرائيل للمياه كسلاح في غزة يفاقم أزمة إنسانية خانقة
