رغيد الططري، أحد أبرز الأسماء التي خلدها التاريخ السياسي السوري، ولد في العاصمة دمشق عام 1954، وحمل طموحات كبيرة منذ صغره.
بعد أن بلغ سن الثامنة عشرة، بدأ مسيرته العسكرية بالالتحاق بالكلية الجوية، وتخرج فيها عام 1975 ليخدم في عدة مطارات عسكرية. إلا أن حياته أخذت منحى مأساويًا غيّر مسارها بالكامل.
البداية: الخدمة العسكرية وتسريحه من الجيش
في عام 1980، كُلف السرب الذي ينتمي إليه الططري بمهمة قصف مدينة حماة، وهي مهمة رفض تنفيذها إلى جانب زميل له، بينما لجأ قائد السرب إلى الأردن.
وعقب ذلك، واجه الططري تهمة عصيان الأوامر، لكنه حصل على حكم البراءة من المحكمة العسكرية. ومع ذلك، قررت السلطات تسريحه من الجيش، معتبرةً أن موقفه يشكل خطرًا على النظام.
اعتقاله الأول: بداية المعاناة
بعد تسريحه، غادر الططري سوريا إلى الأردن، حيث مكث نحو سبعة أشهر، ثم توجه إلى مصر لتقديم طلب لجوء، لكنه قوبل بالرفض.
قرر العودة إلى سوريا، لكن فور وصوله إلى مطار دمشق الدولي في 24 نوفمبر 1981، تم اعتقاله من قبل أجهزة الأمن، ليبدأ فصل جديد من معاناته.
سجون النظام السوري: رحلة بين أقسى المعتقلات
قضى الططري أكثر من 14 عامًا في سجن تدمر سيئ السمعة، حيث تعرض لأقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي.
في عام 2000، نُقل إلى سجن صيدنايا، وهناك التقى بابنه للمرة الأولى عام 2005، بعد أن قضى سنوات طويلة بعيدًا عن عائلته.
مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، تنقل الططري بين عدة سجون، من بينها عدرا، السويداء، وطرطوس.
ظل الططري رمزًا لمعاناة المعتقلين السياسيين، إذ رفض النظام السوري كافة المطالب الدولية لإطلاق سراحه.
الحرية بعد عقود: نهاية كابوس
استمر النظام السوري في تجاهل المطالبات الحقوقية بشأن الإفراج عن الططري، ليصبح أقدم سجين سياسي في سوريا والعالم، بحسب تقارير رابطة معتقلي صيدنايا.
وبعد سقوط النظام السوري، أُطلق سراح الططري أخيرًا، بعد أن قضى 43 عامًا في السجون، ليكون شاهدًا حيًا على فظائع نظام الأسد.
رغيد الططري – رمز للنضال والحرية
قصة رغيد الططري تعد شهادة حية على معاناة المعتقلين السياسيين في سوريا، وتذكيرًا بأهمية النضال من أجل الحرية والعدالة. سيرة الططري ليست مجرد سرد لتاريخ مظلم، بل دعوة للعالم أجمع لتكثيف الجهود في حماية حقوق الإنسان وضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي.
اقرأ أيضاً:
• مصر تؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري وتدعم وحدتها وسيادة أراضيها