على مدى العقود الأخيرة، ارتبطت أسماء عدد من العائلات والشركات السورية بالنفوذ السياسي والاقتصادي الكبير، مما جعلها لاعبًا رئيسيًا في رسم ملامح الاقتصاد والسياسة في البلاد.
ومع اندلاع الحرب السورية، ازداد تسليط الضوء على هذه العائلات التي جمعت ثروات هائلة، وسط اتهامات بارتكاب أنشطة غير قانونية واستغلال نفوذها الحكومي لتحقيق مكاسب خاصة.
في هذا المقال، نسلط الضوء على أبرز تلك العائلات، مثل الأسد ومخلوف وحمشو وقاطرجي وشاليش والأخرس، ودورها في المشهد السوري المعاصر.
ارتباط عائلة الأسد بالسلطة والنفوذ
تعد عائلة الأسد الأكثر نفوذًا في سوريا منذ استيلاء حافظ الأسد على الحكم عام 1970. استغلت العائلة موقعها في السلطة لبناء شبكة اقتصادية واسعة شملت قطاعات النفط، والبنوك، والاتصالات، فضلًا عن النفوذ المطلق على أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية.
تعرض أفراد من العائلة لعقوبات دولية، أبرزها بشار الأسد وزوجته أسماء، نتيجة اتهامات بالفساد وارتكاب انتهاكات حقوقية خلال الحرب السورية.

عائلة مخلوف: إمبراطورية الاقتصاد السوري
اشتهرت عائلة مخلوف، وخاصة رامي مخلوف، باعتبارها الذراع الاقتصادية لعائلة الأسد. سيطرت العائلة على أبرز القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك شركة “سيريتل” للاتصالات، والعديد من المصارف وشركات الاستثمار.
وجدت العائلة نفسها في مرمى العقوبات الغربية التي استهدفت رامي تحديدًا بتهم تتعلق بغسيل الأموال واستخدام النفوذ الحكومي لتحقيق مكاسب غير مشروعة.

عائلة حمشو: رجال الأعمال المقربون من النظام
برز محمد حمشو كأحد أبرز رجال الأعمال المقربين من السلطة. توسعت إمبراطوريته في مجالات البناء والصناعة والتجارة بفضل علاقاته الوثيقة مع الحكومة.
تعرضت ممتلكات حمشو لعقوبات أمريكية شملت تجميد أصوله ومنعه من التعامل مع الأسواق الدولية، وسط اتهامات بتسهيل أنشطة اقتصادية مشبوهة لصالح النظام.

عائلة قاطرجي: وسيط النفط في زمن الحرب
لعبت عائلة قاطرجي دورًا محوريًا في تجارة النفط خلال الحرب السورية، حيث عملت كوسيط لنقل النفط بين الحكومة السورية ومناطق سيطرة المعارضة وتنظيم “داعش”.
هذه الأنشطة أثارت انتقادات دولية واسعة ودفعت الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات صارمة على أصول العائلة وشركاتها.

عائلة شاليش: الحماية والنفوذ العسكري
عُرفت عائلة شاليش بعلاقاتها الوثيقة مع الأسد، وخاصة اللواء ذو الهمة شاليش الذي تولى مهام أمنية وعسكرية حساسة.
استغلت العائلة موقعها لاكتساب ثروات طائلة عبر مشاريع تجارية وأمنية، مما أدى إلى استهدافها بعقوبات أمريكية شملت حظر التعامل المالي معها.

عائلة الأخرس: من التجارة إلى السلطة
برزت أسماء الأخرس، زوجة بشار الأسد، كواجهة ناعمة للنظام السوري، بينما استفادت عائلتها من علاقاتها لتوسيع نفوذها الاقتصادي.
امتلكت العائلة استثمارات في قطاعات مختلفة، وشملتها العقوبات الأمريكية نتيجة اتهامات بالمشاركة في تمويل النظام والاستفادة من الحرب لتعزيز مكاسبها الاقتصادية.

نفوذ وانتقادات
ارتبطت هذه العائلات والشركات بدورها الكبير في رسم ملامح الاقتصاد السوري خلال العقود الماضية، وسط انتقادات واسعة لتوظيفها نفوذها السياسي والاقتصادي بطرق غير مشروعة.
ختامًا، لم تكن هيمنة هذه العائلات على المشهد السوري محض صدفة، بل جاءت نتيجة مزيج من النفوذ السياسي والاقتصادي الذي ارتبط غالبًا بعلاقات وثيقة مع النظام الحاكم.
ورغم العقوبات الدولية التي فرضت على عدد منها، ما زالت آثار أفعالها تتردد في الاقتصاد السوري الذي يواجه أزمات متفاقمة.
وبقدر ما تكشف هذه العائلات عن مركزية السلطة في سوريا، فإنها تبرز أيضًا التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد في سبيل تحقيق نظام اقتصادي أكثر شفافية وعدالة.
اقرأ أيضاً في إشعار:
• قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي: الرئيس السيسي يعزز التعاون الدولي (تقرير شامل)
• حقيقة انتشار متحور كورونا جديد .. الوقاية وطرق العلاج
• قصة أصحاب الكهف – عبرة من الماضي وأمل في المستقبل
• أزمة المياه في غزة .. استخدام إسرائيل للمياه كسلاح في غزة يفاقم أزمة إنسانية خانقة