عبد الوهاب مطاوع: صوت من السماء بقلم مبدع

عبد الوهاب مطاوع
Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on tumblr
Share on telegram
Share on whatsapp

يُعد عبد الوهاب مطاوع، الكاتب الصحفي والأديب المصري، من أبرز الأسماء التي تركت بصمة كبيرة في مجال الصحافة والأدب، خاصة من خلال باب “بريد الجمعة” الذي كان يُعنى بالرد على رسائل القراء.

وقد اشتهر بلقب “ابن الأهرام” و”صوت بريد الجمعة”، ليصبح هذا الباب الأسبوعي واحدًا من أوسع النوافذ التي تعكس هموم وآمال المصريين، حيث كان مطاوع يرد على مشاكل القراء بأسلوب أدبي عميق وحكيم.

البداية الصحفية لعبد الوهاب مطاوع

وُلد عبد الوهاب مطاوع في عام 1940 في قرية دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وقد تعلق بالصحافة منذ مرحلة مبكرة. على الرغم من توافر جامعة الإسكندرية بالقرب من مسقط رأسه، اختار مطاوع الالتحاق بكلية الآداب في جامعة القاهرة، حيث بدأت مسيرته الصحفية في سن السابعة عشرة.

وفي عام 1980، تولى مسؤولية باب “بريد الجمعة” في جريدة الأهرام، الذي أصبح مع مرور الوقت واحدًا من أبرز الأبواب الصحفية التي تعنى بمشاكل القراء.

بريد الجمعة: منبر الأدب والإنسانية

على مدار سنوات، شكل “بريد الجمعة” منصة فريدة لعرض مشاكل القراء، حيث كان مطاوع يُعنى بكل رسالة بتعاطف شديد، مستخدمًا أسلوبه الأدبي المميز الذي يمزج بين الحكمة والمشاعر الإنسانية.

كان مطاوع يُضيف إلى ردوده لمسة أدبية باستخدام آيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية، بالإضافة إلى استحضار مقاطع شعرية من كبار الأدباء، مما جعل ردوده تكتسب عمقًا روحانيًا وإنسانيًا.

ومن خلال هذه الردود، أصدر مطاوع أكثر من 25 كتابًا تتناول هذه القصص الإنسانية، منها “أرض الأحزان” و”العصافير الخرساء”، التي تجسد بصدق ما يعيشه البشر من آلام وآمال.

الإنسانية في التعامل مع هموم القراء

في كتابه “صوت من السماء”، يعرض عبد الوهاب مطاوع رؤيته في التعامل مع قضايا الآخرين، حيث كان يسعى دومًا لأن يكون منصفًا وصادقًا في نصائحه.

كان يضع نفسه في مكان القارئ ليشعر بما يمر به، ويقدم له نصائح تساعده على التغلب على همومه.. فلم يكن مجرد كاتب يرد على الرسائل بل كان بمثابة مرشد يقدم حلولًا عملية ومؤثرة.. في بعض الأحيان، كان مطاوع يتدخل بشكل شخصي لحل بعض القضايا التي تتطلب دعمًا ماديًا أو اجتماعيًا، ما جعل “بريد الجمعة” أكثر من مجرد باب صحفي، بل أداة حقيقية لتغيير حياة العديد من القراء.

تأثيره الكبير على القراء

أثر عبد الوهاب مطاوع على حياة الكثير من القراء، حيث ساعدهم في التفكير بشكل أعمق في قضاياهم وحل مشاكلهم. في كتبه مثل “أصدقاء على الورق” و”بعد مغيب القمر”، نجد العديد من القراء يشاركون تجاربهم حول كيف ساعدتهم نصائحه في تغيير حياتهم للأفضل. واحدة من الرسائل التي تلقاها كانت من قارئة أكدت أنها نجحت في تعديل سلوكها والتخفيف من ضغوط حياتها بفضل النصائح التي تلقتها من مطاوع.

ختامًا، عبد الوهاب مطاوع لم يكن فقط كاتبًا صحفيًا مميزًا، بل كان شخصًا يعزف على أوتار قلوب الناس. من خلال “بريد الجمعة”، استطاع أن يطرح قضايا المجتمع والمشاكل الإنسانية بلغة أدبية رقيقة، ويقدم حلولًا لم تكن فقط عقلية، بل كانت أيضًا مليئة بالإنسانية والرحمة.. لقد ترك إرثًا طويل الأمد، وستظل كلماته مصدر إلهام للكثيرين في مواجهة تحديات الحياة.

عبد الوهاب مطاوع
عبد الوهاب مطاوع

اقرأ أيضاً في إشعار:

• قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي: الرئيس السيسي يعزز التعاون الدولي (تقرير شامل)

• حقيقة انتشار متحور كورونا جديد .. الوقاية وطرق العلاج

• قصة أصحاب الكهف – عبرة من الماضي وأمل في المستقبل

• أزمة المياه في غزة .. استخدام إسرائيل للمياه كسلاح في غزة يفاقم أزمة إنسانية خانقة

• ساحة الأمويين – رمز حضاري ومعماري في قلب دمشق

• مطار دمشق الدولي – بوابة سوريا إلى العالم

قد يعجبك أيضًأ