اعتباراً من منتصف ليل غدٍ الخميس، يبدأ العمل بـ التوقيت الشتوي في مصر، حيث سيتم تأخير الساعة بمقدار 60 دقيقة.
يأتي هذا التغيير وفقاً لنظام التوقيت المعتمد، الذي يبدأ كل عام مع نهاية التوقيت الصيفي في أكتوبر، ويهدف إلى الاستفادة القصوى من ضوء النهار في فصول السنة المختلفة.
وأقر القانون رقم 24 لسنة 2023، والمنشور في الجريدة الرسمية بتاريخ 17 أبريل 2023، بتطبيق نظام التوقيت الصيفي والشتوي في مصر.
التوقيت الشتوي يبدأ غداً
ووفقاً للمادة الأولى من القانون، فإن التوقيت الشتوي يتم خلاله تأخير الساعة القانونية في مصر بمقدار 60 دقيقة اعتباراً من الجمعة الأخيرة من شهر أكتوبر وحتى نهاية الخميس الأخير من شهر إبريل سنوياً.
وكان مجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، قد وافق نهائياً في جلسته المنعقدة في 3 أبريل العام الماضي على مشروع القانون المقدم من الحكومة، والذي يهدف إلى إعادة العمل بنظام التوقيت الصيفي بغرض ترشيد استهلاك الطاقة في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية.
وأوضح التقرير البرلماني أن التوقيت الشتوي يعتمد على تأخير الساعة بمقدار ساعة خلال فصل الخريف، ويتم العودة إلى التوقيت الصيفي خلال الربيع.
ويساهم التوقيت الصيفي في زيادة ساعات النهار المتاحة للعمل خلال فترة الربيع والصيف، بسبب ميلان محور الأرض بنسبة 23.4 درجة، مما يجعل ساعات النهار أطول في فصل الصيف بالمقارنة مع الشتاء، ويزيد الفرق مع الابتعاد عن خط الاستواء.
مزايا العمل بالتوقيت الشتوي
التوقيت الشتوي له عدة مميزات قد تجعله مفضلاً في بعض الأماكن حول العالم، ومنها:
1. توفير الطاقة: في فصل الشتاء تكون ساعات النهار أقصر، لذا قد يساعد العمل بالتوقيت الشتوي في تقليل استهلاك الكهرباء حيث يتماشى التوقيت مع شروق الشمس وغروبها، مما يقلل الحاجة إلى الإضاءة الصناعية في الصباح والمساء.
2. تحسين جودة النوم: عادةً ما يكون أقرب إلى الساعة البيولوجية للإنسان، مما قد يساعد في تحسين جودة النوم ويقلل من الشعور بالإجهاد المرتبط بتغيير التوقيت، خاصة بعد نهاية التوقيت الصيفي.
3. تعزيز الأمان في الصباح: يتجنب التوقيت الشتوي خروج الأشخاص للعمل أو الدراسة في ظلام دامس صباحاً، مما يعزز السلامة على الطرق ويقلل من مخاطر الحوادث في فترات الصباح الباكر.
4. تحسين الإنتاجية: يعتقد البعض أن ملائمته للساعة البيولوجية للإنسان قد يساعد على تحسين الإنتاجية والتركيز خلال ساعات النهار، خاصة في الصباح.
5. راحة أكبر لكبار السن والأطفال: قد يكون أكثر ملاءمة لكبار السن والأطفال الذين يجدون صعوبة في التأقلم مع تغييرات التوقيت الصيفي.
دول تعمل بالتوقيت الشتوي
هناك العديد من الدول التي تعتمد العمل بالتوقيت الشتوي، حيث تقوم بتغيير الساعة خلال فصلي الصيف والشتاء لتناسب التوقيت النهاري مع ساعات العمل والدراسة، ومنها:
1. دول الاتحاد الأوروبي: مثل فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، وإسبانيا، حيث تعتمد هذه الدول التوقيت الصيفي في فصل الصيف، وتعود إلى العمل بالتوقيت الشتوي في فصل الخريف، لكن هناك توجهات حديثة لإلغاء هذه التغييرات في بعض الدول.
2. المملكة المتحدة: تعتمد التوقيت الصيفي في فصل الصيف، وتعود إلى الشتوي مع نهاية أكتوبر.
3. الولايات المتحدة وكندا: تعمل معظم الولايات الأمريكية والمقاطعات الكندية بالتوقيت الشتوي، حيث يتم التحول إلى التوقيت الصيفي في مارس والعودة إلى الشتوي في نوفمبر.
4. أستراليا ونيوزيلندا: تعتمد بعض الولايات في أستراليا، مثل نيو ساوث ويلز وفيكتوريا، التوقيت الصيفي، وتعود إلى الشتوي في الخريف، كذلك، نيوزيلندا تعتمد نفس النظام.
5. بعض دول الشرق الأوسط: كانت دول مثل لبنان وفلسطين والأردن تعتمد التوقيت الصيفي وتعود للتوقيت الشتوي، لكن هناك تفاوت من سنة لأخرى وحسب القرارات الحكومية.
هذه الدول تلجأ إلى العمل بالتوقيت الشتوي لتنظيم ساعات العمل والإضاءة بما يتماشى مع تغير الفصول، لكن هناك جدلاً مستمراً حول فعالية هذا النظام في العصر الحديث، مما دفع بعض الدول لإلغائه.
الجانب الاقتصادي للتوقيت الشتوي
اقتصادياً، يُسهم التوقيت الشتوي في تقليل استهلاك الطاقة من خلال تقليص الحاجة للإضاءة والتدفئة الصناعية، مما يخفف العبء على شبكات الكهرباء ويقلل تكاليف الطاقة.
كما ينعكس ذلك إيجاباً على الميزانيات الوطنية بفضل انخفاض الفواتير التشغيلية للمرافق العامة والشركات، ويعزز الإنتاجية بتقليل الإجهاد المرتبط بتغييرات التوقيت المتكررة، بالإضافة إلى ذلك، تحسين الأمان على الطرق يساهم في خفض تكاليف الحوادث، مما يُحقق وفورات اقتصادية إضافية.
اقرأ أيضاً
• هل فوز ترامب الخيار المفضل للأوروبيين في الانتخابات الأمريكية؟