مر العلم السوري بمحطات عديدة على مدار التاريخ، حيث أصبح رمزًا يعكس تحولات البلاد السياسية والاجتماعية منذ الثورة العربية الكبرى عام 1916 وحتى سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024.
العلم الأول والثورة العربية الكبرى
ظهر العلم السوري الأول كممثلاً السوريين خلال الثورة العربية الكبرى التي انطلقت عام 1916 ضد العثمانيين.
اتخذ العلم السوري تصميمًا يعبر عن الوحدة العربية، بألوانه الأسود والأخضر والأبيض، مع مثلث أحمر على الجهة اليسرى.. رفع هذا العلم رسميًا في دمشق بعد انسحاب العثمانيين عام 1918.
فترة الانتداب الفرنسي
رفض مجلس الحلفاء استقلال سوريا عقب الحرب العالمية الأولى، وأُخضعت البلاد للانتداب الفرنسي.. فرضت فرنسا علمًا يعبر عن سيطرتها، لكنه لم يلقَ قبولًا لدى السوريين الذين أعلنوا الثورة السورية الكبرى عام 1925.
علم الاستقلال
في عام 1932، ظهر “علم الاستقلال” لأول مرة خلال فترة الجمهورية السورية الأولى. كان العلم يتألف من ثلاثة أشرطة أفقية بألوان الأخضر والأبيض والأسود، مع ثلاث نجوم حمراء في المنتصف.
هذا العلم السوري حمل رمزية الخلافة الراشدة (الأخضر)، والدولة الأموية (الأبيض)، والخلافة العباسية (الأسود)، بينما مثّلت النجوم الحمراء المدن السورية الرئيسية: دمشق، حلب، ودير الزور.
علم الوحدة العربية والجمهورية العربية المتحدة
مع إعلان الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، تم اعتماد علم جديد يمثل الجمهورية العربية المتحدة. كان يتألف من الألوان الأحمر والأبيض والأسود، مع نجمتين خضراوين ترمزان للدولتين.. بعد انهيار الاتحاد، أعادت سوريا العلم السابق قبل أن يتم تعديله لاحقًا من قبل حزب البعث.
عهد حزب البعث وعلم الأسد
في عام 1980، أعاد حافظ الأسد اعتماد علم الوحدة السابق بين مصر وسوريا كعلم رسمي للجمهورية العربية السورية، حيث استمر حتى سقوط حكم ابنه بشار الأسد في 2024.
علم الثورة السورية
مع اندلاع الثورة السورية في 2011، عاد “علم الاستقلال” ليكون رمزًا للمعارضة. اعتمدته الفصائل المعارضة والمناطق التي خرجت عن سيطرة النظام.
استمر العلم رمزًا للثورة حتى إعلان المعارضة السيطرة الكاملة على دمشق في ديسمبر 2024، حيث رُفع في الساحات الرئيسية كإعلان لانتصار الثورة وسقوط نظام الأسد.
رمزية العلم السوري اليوم
اليوم، يمثل “علم الاستقلال” رمزية الانتصار والوحدة الوطنية.. أصبح هذا العلم شاهدًا على التضحيات التي قدمها السوريون لاستعادة حريتهم واستقلالهم، وتم اعتماده رسميًا من قبل الحكومة الانتقالية الجديدة.
الخاتمة
من الثورة العربية الكبرى إلى الثورة السورية، ظل العلم السوري رمزًا يعكس تاريخ البلاد وتحولاتها السياسية.. يمثل اليوم أملًا لسوريا الجديدة، التي تسعى لإعادة بناء ما دمرته العقود الماضية، وتحقيق العدالة والحرية لشعبها.
اقرأ أيضاً في إشعار:
• قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي: الرئيس السيسي يعزز التعاون الدولي (تقرير شامل)
• حقيقة انتشار متحور كورونا جديد .. الوقاية وطرق العلاج
• قصة أصحاب الكهف – عبرة من الماضي وأمل في المستقبل
• أزمة المياه في غزة .. استخدام إسرائيل للمياه كسلاح في غزة يفاقم أزمة إنسانية خانقة