نعت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الشهيد يحيى السنوار، قائد حركة المقاومة الإسلامية، مؤكدة أن جذوة المقاومة لن تخمد.
وأشارت القسام في بيانها، إلى أن السنوار استشهد أثناء دفاعه عن المسجد الأقصى وحقوق الشعب الفلسطيني.
وأكدت الكتائب أن “أبو إبراهيم” كان من جيل مؤسسي حركة حماس، وقدم تضحيات كبيرة، بما في ذلك قضاؤه أكثر من عشرين عامًا في سجون الاحتلال. وأشرفت قيادته على تعزيز العمل العسكري للحركة، وكان لها دور بارز في توحيد جبهات المقاومة.
وشددت القسام على أن المقاومة لن تتوقف حتى تحرير فلسطين، معربة عن اعتزازها بقادتها الذين استشهدوا في سبيل تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني. وأكدت أن دماء الشهداء ستظل نبراسًا للمجاهدين، وأن الشعب الفلسطيني مصمم على مقارعة الاحتلال حتى التحرير الكامل.
باسم نعيم لـ CNN: سننتصر في النهاية
وأكد باسم نعيم، المسئول البارز في حركة حماس، لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، اليوم الجمعة، استشهاد رئيس المكتب السياسي للحركة، يحيى السنوار، واصفاً الحدث بـ”الأليم والمحزن”. وأوضح نعيم أن الحركة واثقة من “النصر في النهاية”.
ويعد هذا التصريح أول تأكيد رسمي من حماس حول استشهاد السنوار. وقال نعيم: “حماس تزداد قوة وشعبية مع كل عملية اغتيال لقادتها”، مؤكداً أن “النصر هو المصير الحتمي لكل من يقاتل من أجل حريته”.
وأضاف: “إسرائيل تعتقد أن اغتيال قادتنا سيقضي على حركتنا، لكن هذه ليست المرة الأولى التي يظنون ذلك”.
وكانت إسرائيل قد أعلنت، أمس الخميس، اغتيال السنوار، الذي تتهمه بتدبير هجوم السابع من أكتوبر 2023، واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هذه الخطوة تمثل “بداية النهاية” للحرب.
يحيى السنوار، البالغ من العمر 61 عاماً، كان هدفاً رئيسياً لإسرائيل منذ الهجوم الأخير، ووصفته وسائل إعلام إسرائيلية بـ”الرجل الحي الميت”.
كان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن أمس الخميس عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، بعد أن عثرت عليه قوة تابعة للجيش الإسرائيلي بالصدفة في منطقة تل السلطان برفح الفلسطينية.
ولم يكن اغتيال السنوار مخططًا له، حيث كانت قوات الجيش في المنطقة ضمن عملية عسكرية، وحدثت العملية دون مشاركة وحدات خاصة أو توجيه مباشر من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
فيديو مقتل يحيى السنوار
ووفقاً لبيان مشترك صادر عن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي “الشاباك”، فإن السنوار كان ضمن مجموعة مسلحين تم استهدافهم في مبنى محاصر بقطاع غزة.
أفاد البيان بأن اشتباكات مسلحة اندلعت بين القوات الإسرائيلية والمجموعة المسلحة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مسلحين، أحدهم يشبه السنوار. وبعد فحص الحمض النووي واختبارات الأسنان، تأكدت هوية الجثة.
يذكر أن إسرائيل استهدفت في الأشهر الماضية عدداً من قادة “حماس” في هجمات جوية متفرقة على غزة ولبنان.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنها حصلت على صورة تُظهر جثة السنوار، زعيم حركة حماس، وذلك بعد مقتله خلال اشتباكات في رفح جنوبي قطاع غزة.
وأفادت التقارير أن السنوار كان محاصراً في مبنى بتل السلطان، حيث تم العثور عليه من قبل الجيش الإسرائيلي.
كما تم التعرف على جثته عبر فحص الحمض النووي واختبارات الأسنان، بمشاركة محققين إسرائيليين كانوا قد تعاملوا معه في السابق.
ويعد يحيى السنوار شخصية بارزة في حركة حماس، حيث كان يتمتع بنفوذ كبير سواء على المستوى السياسي أو العسكري، فقوته كانت تكمن في القدرة على الجمع بين الرؤية الاستراتيجية والميدانية، فكان لاعباً أساسياً في المشهد الفلسطيني.
من هو يحيى السنوار ؟
يحيى السنوار هو أحد أبرز قادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة، ويُعرف السنوار بدوره المحوري في إدارة شؤون الحركة وتوجهاتها العسكرية والسياسية، خاصة بعد تعيينه رئيساً لمكتب الحركة السياسي في قطاع غزة.
خلفية شخصية
وُلد يحيى السنوار في عام 1962 في مخيم خان يونس للاجئين بقطاع غزة. نشأ في بيئة مشحونة بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث انخرط مبكراً في العمل الوطني، تلقى تعليمه الجامعي في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث تخرج في تخصص اللغة العربية.
الانخراط في حركة حماس
انضم السنوار إلى حركة حماس في أوائل الثمانينات، وكان من أوائل الأعضاء الذين التحقوا بالجناح العسكري للحركة، كتائب عز الدين القسام، في تلك الفترة، شارك في العديد من العمليات المسلحة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما جعله واحداً من أبرز القادة العسكريين للحركة.
الاعتقال والسجن
في عام 1988، تم اعتقال السنوار من قبل السلطات الإسرائيلية بتهم تتعلق بالعمليات العسكرية ضد الاحتلال. حُكم عليه بالسجن مدى الحياة، وأمضى أكثر من 20 عاماً في السجون الإسرائيلية. خلال فترة اعتقاله، كان السنوار أحد القادة البارزين للأسرى الفلسطينيين، ولعب دوراً في تنظيم شؤونهم داخل السجون.
الإفراج في صفقة شاليط
في عام 2011، تم الإفراج عن يحيى السنوار ضمن صفقة تبادل الأسرى التي عُرفت بصفقة شاليط، حيث تم إطلاق سراح أكثر من 1000 أسير فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. بعد الإفراج عنه، عاد السنوار إلى قطاع غزة ليواصل دوره القيادي في الحركة.
القيادة السياسية
في فبراير 2017، تم انتخاب يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، خلفاً لإسماعيل هنية. يُعتبر السنوار من الشخصيات التي تجمع بين الخبرة العسكرية والسياسية، حيث يسعى إلى تحقيق توازن بين العمل المسلح والسياسي داخل الحركة. يُعرف بتوجهاته الصارمة تجاه إسرائيل، وفي الوقت نفسه، يحرص على تقوية علاقات حماس مع الجهات الإقليمية والدولية مثل إيران وقطر.
الدور الأخير
كان يقود يحيى السنوار حركة حماس في غزة في مرحلة حساسة تشهد توتراً مستمراً مع إسرائيل، يُعتبر من الشخصيات المؤثرة في رسم استراتيجيات الحركة، خصوصاً في إدارة الصراع مع إسرائيل والتفاوض حول التهدئة أو التصعيد العسكري، علاوة على ذلك، يُنسب له الفضل في تعزيز قدرات الحركة العسكرية، خاصة فيما يتعلق بالصواريخ والأنفاق.
المواقف السياسية
إسرائيل: يعتبر يحيى السنوار من أكثر القيادات تمسكاً بخيار المقاومة المسلحة كسبيل وحيد للتحرير. لم يُظهر مرونة كبيرة تجاه أي مبادرات سلام مع إسرائيل.
المصالحة الفلسطينية: على الرغم من صلابته العسكرية، أبدى السنوار مراراً دعمه للوحدة الفلسطينية مع حركة فتح والفصائل الأخرى، لكنه يصر على عدم التخلي عن سلاح المقاومة.
العلاقات الإقليمية: يتمتع بعلاقات قوية مع إيران التي تدعم حماس بالسلاح والمال، وكذلك قطر التي تدعم غزة مالياً.
اقرأ أيضاً بعد الإعلان عن مقتله .. من هو يحيى السنوار ؟