احتفلت مصر بالذكرى الـ113 لميلاد “أديب نوبل” نجيب محفوظ، عبر تنظيم فعاليات متنوعة في متحفه بالقاهرة التاريخية. تضمنت هذه الفعاليات ندوات ثقافية ومعارض فنية، بالإضافة إلى استعراض إرثه الأدبي ودوره في السينما والدراما.
أعلن متحف نجيب محفوظ، التابع لصندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة، عن إقامة ندوة خاصة حول إبداعاته ومسيرته، بمشاركة نقاد بارزين مثل إبراهيم عبد العزيز، ومحمد الشاذلي، والدكتور محمود الشنواني، والدكتور تامر فايز، وأدارها الدكتور مصطفى القزاز. كما شملت الفعاليات افتتاح معرض كاريكاتير مميز يجمع بين نجيب محفوظ وشاعر الهند رابندراناث طاغور، بالإضافة إلى معرض لبيع كتب محفوظ.
إرث محفوظ في عيون النقاد
أوضح الكاتب الصحفي والناقد محمد الشاذلي أن الاحتفالية شهدت حضوراً كبيراً من عشاق أدب محفوظ، وركزت على سيرته الذاتية وأثره الأدبي.
وذكر الشاذلي أن إبراهيم عبد العزيز، المعروف بمرافقته للأديب الراحل، قد تحدث عن كتابه “أنا نجيب محفوظ”، الذي يبرز مواقف محفوظ الشخصية، إلى جانب كتابه الأهم “ليالي نجيب محفوظ في شيبرد”، الذي يوثق سنواته الأخيرة.
من جانبه، أشار الشاذلي إلى نقاط جدلية تناولها في كتابه “أيام مع نجيب محفوظ: ذكريات وحوارات”. أبرزها ما أشيع عن هجوم محفوظ على العهد الناصري في رواية “الكرنك”، وهو أمر نفاه، مؤكداً أن محفوظ ركز على حقوق الإنسان والحريات.
كما تطرق إلى الاتهامات التي وجهت لمحفوظ بشأن حصوله على جائزة نوبل بدعم إسرائيلي، نافياً صحتها تماماً.
محفوظ والسينما
أكد الشاذلي أن محفوظ كان يعتبر السينما شريكاً للأدب، مشيراً إلى أنه أصبح كاتباً شعبياً بفضل الأفلام المقتبسة عن رواياته. أبرز الأعمال السينمائية المستوحاة من إبداعاته شملت “بداية ونهاية”، و”الكرنك”، و”ميرامار”، و”ثرثرة فوق النيل”، إلى جانب ثلاثية “بين القصرين” و”زقاق المدق”. أما في الدراما التلفزيونية، فقد أثرت مسلسلات مثل “الحرافيش”، و”أفراح القبة”، و”حديث الصباح والمساء” في تعزيز مكانته كروائي استثنائي.
الفن في الاحتفال
نُظّم بالتعاون بين سفارة الهند في القاهرة والجمعية المصرية للكاريكاتير معرض فني شارك فيه فنانون من 12 دولة. استلهمت اللوحات علاقة بين محفوظ وطاغور، وعرضت بورتريهات تخيلية لهما. وأوضح الفنان فوزي مرسي، منسق المعرض، أن الحدث عُرض لأول مرة خلال احتفالية طاغور في مايو الماضي قبل أن يُعاد تقديمه بمناسبة عيد ميلاد نجيب محفوظ.
إصدارات جديدة
بالتزامن مع الاحتفالية، أعلنت دار المعارف عن إصدار كتاب جديد بعنوان “سردية نجيب محفوظ” للناقد الدكتور محمد بدوي. اعتُبر هذا الكتاب هدية لعشاق محفوظ، حيث يلقي الضوء على أسلوبه السردي وأثره الأدبي.
بهذا الزخم الثقافي والفني، أثبتت الاحتفالية أن إرث نجيب محفوظ لا يزال حياً، يواصل التأثير في الأجيال الجديدة عبر أدبه الخالد وأعماله التي تجسد عمق التجربة الإنسانية.
اقرأ أيضاً:
• الحكم بالسجن عامين على المخرج عمر زهران في قضية سرقة مجوهرات شاليمار الشربتلي
• مصر تؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري وتدعم وحدتها وسيادة أراضيها
